أن ترسم غدا أفضل أو أن تسلك طريق ذلك ليس بالأمر الهين، وأن تصرخ في بلاد رسخ في أحشائه أخلاق اللوبيات ذات النفوذ، أمر يكاد يكون صعب المنال، بل حتى أن تعارض فكرة إعادة إنتاج نمط و السير العادي للإقطاعيين الذين كدسوا الأموال من زمن الإستعمار إلى يومنا هذا أمر غير لائق لهم، وبذلك يشرعنون جل ما يقومون به من نهب وسيطرة مع كل موسم الإستحقاقات ليجددون البيعة و الولاء لأنفسهم، كما فعلت الكنيسة أيام ولت، وما يحز في النفس أن اللوبيات بمعية ثلة الذين يعتقدون أن زمنهم قد حن تلعب في الخفاء عند كل اقتراب موسم الإنتخابات و ذلك طمعا في المزيد من استهداف المسحوقين واستبعادهم من الحقول التي تخول لهم الرقي الإجتماعي و السياسي والإقتصادي الذي يزاوجهم حيث شاء و متى أراد. أكيد أنهم رسموا و لازال مصرين لرسم صور قاتمة على أيت حديدو، وذلك في كل مناسبة تبدوا لهم سانحة لتفعيل برامجهم، ففي واضحة النهار يطبلون لكل من هب و دب بأيت حديدو طمعا في كراسي مستقبلا أو رد دين في سمسرة قبلية، فمن الذي يطبل لفلان ويوكل له ثلة من الناس لكي يصوتون عليه من أجل توطيد العلاقات لأن يصبح موظف شبح مستقبلا؛ أي عند فوز البرلماني ذاته، وصولابالذي يعمل جاهدا ليقوم بزيارات ميدانية مع النائبة البرلمانية و ذلك طمعا في مناصف و الصهر على مقرات بأرض يظنون أنها ملكا لهم، وصولا إلى الذين يبيعون مواقفهم من أجل أن يكون بإحدى الجماعات، ومن منا لا يعرف أصل التعيينات بالجماعات السالفة للذكر من موظفين بجماعة أموكر إلى تزارين إلى جماعة بوزمو و أتربات ثم جماعة إملشيل، لنعد شيئا ما إلى الوراء فمنهم من أومئوا رؤوسهم على فلان حتى كان موظفا، و منهم من إتكأ على جمعية لتصطاد له لقمة عيش تريحه، ومنهم من ساند ذاك في حملته الإنتخابية ليس حبا في سواد أعينه بل بغية التربع على وظيفة بإحدى الجماعة. كلهم باعوا أنفسهم وبأثمنة بخسة، بل باعوهم و ضمائرهم ليست مطمئنة، باعوا و رسموا ليس صورة واحدة بل صوربشعة على أيت حديدو الذي يعيش نوعا جديدا من الإتكالية و التهميش تكليخ قرحة الدماغ و بذلك موهوا تاريخهم و كأن شيئا لم ولن يقع. منذ بزوغ الفجر ويعقدون مراسم البيع، تخيلوا أنفسهم بمعية الساكنة أنها سوق النخاسة إذ يقول– يمكن أن أبيع نفسيوصوت ساكنتي من أجل الوظيفة- ، وبالرغم من أن التاريخ استوعب ذلك بكل موضوعية، لأن و كما يقال من لم يستوعب تاريخه عليه إعادة كتابته بطريقة درامية، استوعب تاريخهم و استوعبناه و بكل موضوعية، و في حضرة النقاش ليموهوا الصراع ليقولون أننا أبرياء. كل هذا سيبين كما بين آنفا أن المتكالبين لا يضاعفون سوى في رسم صورة القاتمة لأيت حديدو، و ما كل هذه الإسهامات المتواصلة سوى وجه من أوجه ذلك، ومع استحقاقات 2016 والإستعداد له بمنتدى المسمى ''منتدى شباب إملشيل للتنمية المستدامة'' الذي يعد أحد أوجه ترسيخ لأهم هذه المعالم الإستعبادية وذلك بغية انصهار معالم الإستعبادية، كي يجعل حديث هذا المنتدى حديث الوسادة قبل وجبة تطهير الضمائر الإنتهازية، والصور التي ترقص أمام أي فرد قبل أي تحرك يرتقب لنؤكد أن تكالبهم لن يزيد الساكنة إلا اكتشاف لعبة البيع في غير وقت، و أمام من كان يطمح في أن يكون له أراضيه في ما يسعده من تلك الموارد من الناس، ليكون العديد من الأفراد هي من تسأل و تدون من يهيء للأمور ماهم في حاجة إليه. حقا إنها خطة مكشوفة بكل أنيابها التي مازالت تريد أن تتربص على فريسة قد تسلكه إلى عالم من عوالم البورجوازية، أو تسلكه إلى عالم أنه فاعل خير لكن رصاصته أتية لا محال لذلك، و حينها يمكن أن تسمع الرصاصة الأولى التي قد تعصف الكثير. قد يسائل أيا كان لماذا رسمت الصورة القاتمة بأيت حديدو، و هنا نحيل على العودة إلى الماضي و لو باقتضاب تمهيدا لمعرفة من كان مع السيد - س،ش- هم في حضرة الإستعداد للإنتخابات و يروج لإديولوجية سيده، هنا نحيل مع من كانت السيدة – ع، ق – حينما يعقدون جلسات سرية من أجل أن يضمن لها أصوات بعدد من الدواوير بأيت حديدو، بالإضافة أنه علينا العودة إلى من كان يمهد للظفر بكرسي المجلس الإقليمي لسنة 2016 وكان يسافر من هنا إلى هناك لعل و عسى أن تلقى الفكرة ترحيبا حتى يتكمن من إظافة ذلك إلى سيرته حينما اعتقد أنه يسلك خطى قد تسلكه في خدمة ذلك، ترى من كان يكمم أفواه كل من عارضه بأيت حديدو لعل و عسى أن يطول في منصبه لأكثر من سنين و النموذج بأكثر من جماعة قروية بأيت حديدو، ترى من فعل هذا و ذاك. كل هذا لا يمكن أن نفصله عن واقع أيت حديدو اليوم، و من أجل السير قدما يجب العودة إلى جل هذا و تقديم نقد ذاتي لمعظم هذه الكوارث، و حينها يمكن أن نرسم من قريب ومن بعيد لغد أفضل. لأن أيت حديدو لم يعرفون ذات يوما ذلك البرلماني أو ذاك، بل يريد من يجلب الطبيب للنساء اللواتي تعاني الويلات كل سنة، أيت حديدو من يضمن لهم التعليم و التطبيب، كما نريد من يرفع علينا الحيف و التهميش الماديين، و لا نريد من كان يبيع أصوات الناس. بقلم محمد أوركو