لا يجادل أحد في منطقة كرامة، بأن شعورا عاما من الارتياح، أضحى سيد الموقف، بعد أن شرعت إحدى المقاولات في أشغال تهيئة و تزيين ساحة ولي العهد، مما سيضفي بلا ريب بعض الجمالية، على بلدة لا يعرف أحد أين يوجد قلبها، و أين تتمركز أمعاؤها....... فقد علم من مصادر مطلعة ، أن عملية الإنجاز التي تباشرها مصالح العمالة مشكورة،-- بمساهمة قيمة من المجلس الجهوي للإسكان، و الصندوق الوطني للتضامن و السكن، و المجالس المنتخبة جهويا و إقليميا و محليا ، -- ستتم تحت إشراف مباشر، لمكتب دراسات، تتولى شؤونه سيدة فرنسية الجنسية. الشيء الذي سيجعل المقاول الفائز بالصفقة تحت المجهر.......هذا –على الأقل- هوالاعتقاد السائد على نطاق واسع......و هو ليس نكاية بأبناء وطننا الأجلاء،خصوصا منهم الشرفاء الأعفاء..... فالمقولة الشهيرة التي مفادها، بأن مطرب الحي لا يطرب، لا تعني با لضرورة تحامل المرء على عشيرته، بقدر ما قد تعني أيضا ،أن الأذن لا يمكن أن تتقبل الأداء الرديء و المغشوش، حتى ولو كان المغني من أفراد العائلة ..و هناك أمثلة لا يستهان بها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن ما أسلفناه ، ما هو إلا وصف واقعي،لما يعرفه عالم الصفقات من مثالب، و أن إعادة الثقة إلى المواطن، يتطلب جهدا جهيدا، من ذوي النيات الحسنة.... وبالعودة إلى المشروع الحيوي، الذي أثلج الصدور، و أدخل عليها الغبطة و الحبور ، نؤكد بأن ااساكنة ، لا يسعها-- بعد تقديم آيات امتنانها و عرفانها ، لكل من ساهم من قريب أو بعيد، في إخراجه إلى حيز الوجود—إلا أن توجه نداء على شكل ملتمس، إلى السيد عامل الإقليم ، بصفته مسؤولا أولا عن ممتلكات الدولة في إقليمنا الفتي، راجية منه ،أن يبحث عن صيغة تمكن من إزاحة "دويرة الشباب"، من المكان الذي تتواجد فيه ، حتى لا تفسد الفرحة التي تخالج النفوس...فمنظرها الآن ، و نحن في المراحل الأولى، ممل منفر، لدرجة أن الناس في كل مجالسهم ، لا يتحدثون إلا عن تأثيره السلبي جدا على المتنفس المزمع خلقه..و الحل موجود ،لا تنقصه سوى إشارة من سعادته. فالمقر القديم للجماعة القروية،-- و الذي تعود ملكيته حسب بعض المصادر إما للقوات المسلحة الملكية ، أو لمصالح الإنعاش الوطني--،خال وشاسع، يستطيع الشباب صقل مواهبهم في رحابه، و ممارسة هواياتهم ، و استغلال قاعته الكبرى للقيام بمختلف الأنشطة الرياضية و الفنية و الثقافية و الترفيهية.كما أن "دويرة الشباب" المشار إليها ، بنيت أصلا من قبل الجماعة القروية الأم لتكون مقهى، قبل أن يتم تفويتها فيما بعد لوزارة الشبيبة و الرياضة.