لا حديث وسط ساكنة زايدة هذه الأيام إلا عن المعاناة الكبيرة أصبح يشكلها المركز الصحي بالنسبة لكل المواطنين الذين اضطرتهم ظروفهم الصحية لطرق أبوابه، خاصة النساء الحوامل اللواتي يعشن حالة نفسية متذمرة لمجرد التفكير في وضع مواليدهن بهذا المركز. فعلاوة على الشح الذي يعانيه المركز على مستوى الأطر الطبية و كذا اللوجيستيك ثم البنية التحتية تزداد الصورة قتامة عندما توصد أبوابه مع نهاية كل يوم عمل، لتنطلق الساكنة في رحلة بحث مضنية عن حلول لمشاكلها و معاناتها الصحية وسط ثنايا ليل بارد و حالك مستجدية رحمة الممرضين و الطبيب، أو تحمل مشاق التنقل إلى وجهة أخرى. و نترك للقارئ الكريم تصور حجم معاناة حالات الولادة التي غالبا ما تفد على المركز ليلا لتجد الأبواب موصدة فتضطر إلى تغيير الوجهة نحو مراكز أخرى كميدلت أو مكناس أو خنيفرة... فقبل فترة قصيرة وضعت سيدة مولودتها في ظروف لا تليق البتة بالكرامة الإنسانية، فحسب الزوج الذي يروي، و المرارة تعتصر أحشاءه، معاناة زوجته التي فاجأها المخاض ليلا و هي بالمركز دون أن تجد مسعفا في لحظة حرجة كهذه. حيث كادت أن تقع الكارثة مع طول انتظار ورود الاغاثة التي أطلقها الزوج لإنقاذ زوجته، و هو الأمر الذي كلفه انتكاسة نفسية كبيرة. حول خدمات المركز الصحي، يتساءل الرأي العام بزايدة عن سر صمت الجهات المعنية و إحجامها عن القيام بالمتعين مع وجود ساكنة تفوق 8000 نسمة مقابل طبيب واحد و مولدتين، ناهيك عن الحالات العابرة و ضحايا حوادث السير التي تقع على تخوم مركز زايدة و كل هذا في غياب تام لقسم المستعجلات و المداومة الليلية. و يبقى السؤال مطروحا، متى سيسدل الستار على هذه التراجيديا الإنسانية المقلقة بزايدة و متى ستتحقق المقولة التي ترددها الجهات المسؤولة: " العناية بصحة الأم و الطفل"