مقطع من رواية:"حداد زنبقة" بقلم:خديجة عماري توقف شِّشششششششش أريد الصمت، دعني أستمع لأمعائهم تشتكي من الجوع، دعني أستمع جيدا، ففرق من قارات ومحيطات بين من يسمع ومن يستمع ، من يبكي دون دموع ومن يشخص دور البكاء بأحدث الأقنعة المستعارة من مسرح بوليودي، توقف لا تحرك ساقيك أو تدع البرد يعبث بنصيب من دفئك، جسدك ينعم بالدفيء في مخيلتي، لكنهم هم، ماذا سيجديهم تعاطفي المتوج بالصمت؟ ماذا سيجدي وقوفي ببعد أمتار أراقبهم من نافدة تطل على مخيماتهم، وفي الغرفة التي تحتويني أحدث أجهزة التدفئة؟ الرؤية من فوق تشبه كثيرا فلم:"دائرة الشعراء المندثرة"، هنالك اندثار، قليلا من الصمت يا قلبي توقف عن الخفقان والنزيف، أريد أن أتجمد لأحس بأوجاعهم، لأكتب قصيدة عنوانها أوقفوا الحصار، هنالك شيء عفوا بل كل شيء لا إنساني .أطفال يموتون جوعا،وكبار يقتاتون من الصبر حتى ينكسر العمود الفقري، ويضيع الهيكل والصبر والموت، الموت يضيع بينهم،يخجل لأيهم سيتقدم، يقول الشيخ الكبير أيها الموت ارحم إبني خده معك للجنة،أنا سأصبر على الجوع والحصار ودوي القنابل أكثر...خذه وأنا سأصبر. الطفل يقول، أبي أتعبته الحروب و نكلت به الأحزان، أبي شيخ كبير، خذه أيها الموت ثم أعده لهذه الأرض، تلك التي هجرنا منها قسرا، يريد أبي أن تعيده يوما ليصلي بالمسجد الأقصى يريد أن أقبل يديه هناك وأن يغرقني بالدمع والدعوات، خدنا معا أيها الموت وأعدنا في ذلك اليوم...الموت الموت الموت، صمت من السكون المريع، الفقدان كان يولد دمعة واليوم سيولد بسمة، غريب صدى تلك المخيمات، وملعون هو ذلك الحصار، ولست أدري إلى متى سأطالبك بالصمت لندون معا قصيدة عنوانها:"استدر يا حنظلة نريد الاعتذار لفلسطين". هكذا أراد أن يودعنا العام الثالث عشر بعد الألفين... فصل الحصار مقطع من رواية:"حداد زنبقة" بقلم:خديجة عماري ---------------------- منشورات سابقة : رسائل لم تبعث له : الرسالة الأخيرة