إن ما يؤسفنا حقا هو أن الجميع لا يعرف حقيقة العالم القروي وواقعه المتأزم فعلا ، ولا شك أن الجميع يعتقد انه في أحسن الظروف . إن النموذج الذي سأحاول أن ارصد صورته هو من الأطلس الكبير وأكثر تحديدا قبائل ايت حديدو (اميلشيل) الواقعة بإقليم ميدلت التي تعيش على واقع المعاناة ، حيث تنعدم فيه أدنى شروط ما يعادل زمن العولمة وزمن التكنولوجية إن الرقعة الجغرافية المشار إليها آنفا شهدت عدة معارك ضد المستعمر الفرنسي مثل معركة ايت يعقوب التي عرفت بمعركة نهر الدماء دون إن ننسى معركة تحيانت الشهيرة ووو... يتضح جليا أن ما وقع في معارك ايت حديدو انتهكت حقوق الإ نسان حسب الرواية الشفاهية بالمنطقة . لقد كان هذا العالم القروي يعيش بين المطرقة و السندان على أساس انه دون الشك و المساءلة تعيش ساكنته في قهر وحرمان ،أو ما يسمى بالبؤس المادي والحياتي حسب تعبير "مصطفى حجازي " .إن الطبيعة والأرض والوطن :هي جميعا بمثابة أم ،ويجب علينا من موقعنا أن نعرف واقع أمهاتنا كي لا ننسى ما يجري بحولهن أو دون أن نغفلهن، وهذا كله قصد أن لا نرسم صورة قاتمة لهذه الأمهات . ومن المؤكد أن بعض التقارير الضئيلة هي التي تكتب بكل صدق عن واقع العالم القروي ، لماذا ياترى ؟؟؟. وحري بالإشارة أن الأطلس الكبير الشرقي باعتباره عالما قرويا وغيره كثير؛يتوفر على عدة شعراء امازيغين الذين واجهوا بقصائدهم التاريخية المستعمر إبان الزمن الذي اشتد فيه الصراع بين هؤلاء الأبطال بلا مجد كما قال "المهدي بنونة " في كتابه المشهور. وضعية القهر وانعدام الضمانات أي ما يسمى عند "مصطفى حجازي " بالهدر الجدري لقيمة الإنسان ، هذا دون أن ننسى أن المرأة أيضا تعيش على واقع التبخيش و ذلك لعدة حيثيات، إن هذا العالم القروي وكغيره من المناطق بوضعه المتأزم وآفاقه المجهولة يستعصي الأمر بذل الجهود لرفع الحيف عنه.. محمد أوركو( طالب جامعي بمكناس)