عيناك جميلتان ولكن تكذبان,وذبذبات صوتية تخيم على المكان..ناقوس العدالة احيل على المعاش,فكف عن الرنين,وافواج المسافرين,افواج المهاجرين تصيح في استنكار واضح:اين المفر؟فالشرطي اصيب بمس من الجنون..قلع بذلته ليقذف بها وجه الرئيس..قهقه عاليا وهو يقوم بحركات بهلوانية هي كل ما تبقى لديه من فنون الشرطة..انتقل من سلك الحكومة الى سلك المشردين دون تقديم ملف او اوراق رسمية... زهرتي الجميلة:ماذا بقي اذن؟وانت تنوحين..عيناك الكاذبتان ترسل خيوطا ذهبية هي كل ما جادت به ذخيرتها من الامطار المالحة..وفيضانات غير منتظرة,تغرق الوجنتين الموردتين والانف الدقيق دون رحمة..ماذا دهاك يا صغيرتي؟جسمك الغض فقد رشاقته دون مقدمات... وسط الاضواء الللامعة,انتهت الوصلة الاولى لتوزع الكؤوس المترعة وتختلط الاصوات لتصنع الضحكات المجلجلة..ورويدا رويدا تعلن المضيفة عن قرب موعد اقلاع الطائرة-على المسافرين ربط حزام السلامة فالهواء الخارجي اصبح مغناطيسا-تتسرب النفوس الشقية الى الاعماق لتذوب ذوبان السكر في الشاي وتتحرر العقول المخمورة من رسمياتها المزيفة لتعيش ولو مدة قصيرة بين اجواء الطرب وتسبح في بحار الف ليلة وليلة..والحكاية طويلة ..جد طويلة..شهرزاد لاتكف عن الحيث..والسفينة دون ربان..تبدا الرقصة الغربية بين اجواء القصر الفسيح-بعد اذم خالذ الذكر-هارون الرشيد-عمامته تفقد لونها الاصلي..وقطرات من الدم القاني تنبثق من انفه..تمتزج الاصوات والالحان دون تمييز واضح..تنهمر دموع الخليفة بغزارة في سرور واضح..يكرر ترحابه بالوفد الزائر..دمعة واحدة تكفي ليتوسط ابونواس الحلقة في ذهول..لعل شعره الماجن يروي عطش هؤلاء المحتاجين الى قطرة حب صافية..هؤلاء اليتامى..مساكين..يقول الخليفة متاثرا بحالتهم..حزينا لمنظرهم الكئيب..دواؤكم الحب والشعر..فاين الفحولة؟ اه يا صغيرتي..لو تدرين يا زهرتي..فانت فاتنة,وجسمك الغض,جسمك الفتي مغر..حتى متى وانت تصارعين؟؟؟؟؟؟؟؟؟حتى متى وانت تواجهين؟؟؟؟؟؟؟مصيرك بين حاجبيك يا صغيرتي..انزعي عنك هذا الثوب البالي,فلا مجال لحداد ابدي..انسي ما فات يا فاتنتي,واشربي من هذا الدواء العجيب,فمفعوله قوي وله سحر..ثم..ثم..تقدمي نحو حلقة الرقص..فذاك مكانك يا صغيرتي..اردت ام كرهت..ارقصي,رقصة كلاب ضالة..فهي اولى لك من هذا التحدي,والصمود المضني..ارقصي يا زهرتي..افتني قلوبهم..فهم كثيرون..العبي بافئدتهم..خذي بالبابهم..فلن يستطيع غيرك ان يسلبها يا صغيرتي..ان اردت الحياة,قبلي يد الخليفة..والتمسي عفوه ورضاه..قبلي قدميه ان اقتضى الحال..ودموعك كاذبة..فلربما اصبحت محظيته يا صغيرتي وملكت العالم باسره منشورات سابقة :