هذه خلاصة ما ثم التطرق اليه في الندوة التي نظمها مجلس طلبة الطب بفاس عشية يوم الثلاثاء الثاني من شهر يوليوز 2013 بقاعة المحاضرات عبد العزيز معوني بكلية الطب و الصيدلة . المحور الطبي للندوة في مداخلة الاستاذ الدكتور الغربي تحت عنوان " الصوم و أمراض الغدد " أكد بشدة على ضرورة منع مرضى السكري ( و الذين يتراوح عددهم حوالي 5 ملايين مصاب في المغرب و حده ) من الصوم بصفة نهائية طيلة شهر رمضان الأبرك مشيرا الى ما يمثل هذا المرض الفتاك من خطورة بالغة على صحة المريض في الأيام العادية فكيف به طيلة شهر من الصوم ..!! كما عاد الأستاذ الغربي ليؤكد على أن هذا المنع لا يخص فئة من مرضى السكري دون غيرها ، إنما يشمل الجميع سواء كانوا يتعاطون لحقن الأنسولين ام لأقراص نقص تحلون الدم أم للحمية الغذائية فقط كما يشمل نوعي السكري 1 و 2 و شدد الأستاد على ضرورة 0لتزام الأطباء و المرضى و كذا أسرهم بهذا الأمر و عدم التساهل فيه تذرعا بقوله تعالى ////فالأمر الإلهي هنا لا يخص الصائمين و الذين تم 0سثناؤهم بنص الآية الكريمة و أن الله سبحانه و تعالى لحكمته البالغة رخص للمرضى جميعا إفطار شهر رمضان رفعا للحرج و المشقة و لم يقيد صفة هذا المرض و لا مدته كما أحل للمرأة الحامل إفطار شهر رمضان و إن كان الداعي إليه خوفها من إلحاق ضرر بها أو بجنينها فكيف بمرض وصفه الاستاذ بأنه أشد خطورة من مرض السرطان على حد قوله و أنه أفنى أزيد من 20 سنة من عمره في اكتشاف و التعاطي مع هذا المرض القاتل الذي لم يكشف للعلم عن ألغازه كلها بعد ..!! إستشهد الأستاذ الكريم بقول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمة الله عليه : "اعتللت بنيسابور عِلةً خفيفة ً، وذلك في شهر رمضان، فعادني إسحاق بن راهويه في نفرٍ من أصحابه، فقال لي: أفطرت يا أبا عبد الله ! فقلت: نعم، فقال: خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة، قلت: أنبأنا عَبْدان، عن ابن المبارك، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: من أيِّ المرض أُفطر؟ قال: من أي مرض كان، كما قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا}" . كما أشار إلى أن الله سبحانه و تعالى قد شرع الصوم 0بتغاء تقواه عز وجل مصداقا لقوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة ، و أوضح أنه يوجد و الحمد لله للمريض من الطرق الكثير لتحقيق تقوى الله سبحانه و تعالى و لعل أولها قراءة القرآن الكريم و تدبر آياته بأناة و خشوع مصداقا لقوله سبحانه ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون ) . لخص كلامه بقوله : لا يصوم من المرضى إلا جاهل إن الله سبحانه و تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه تجدر الإشارة أن الندوة حضرها علماء و أساتذة مرموقين ( من قبيل : الشيخ بن حمزة ، الدكتور بنمسى ؛ الأستاذ الدكتور إبراهيمي عادل ، الأستاذة بوشيخي ) ، كما تم التطرق فيها لموضوع صوم المريض في شق ديني ثم طبي لتخلص الندوة في الأخير إلى توصيات على شكل فتاوى في الموضوع .. الندوة عرفت حضورا متميزا حيث غصت القاعة باطلبة و الأطباء و المهتمين من شتى المجالات