لحسين شاني مخرج سينمائي شاب عشق السينما منذ صغره وأخذه ذلك العشق خلف الكاميرا ، بعدما شارك في ورشات تكوينية بمهرجانات وطنية عديدة ، برع في كتابة السيناريو وتم تتويج فيلمه المعنون ب " وأنا" مؤخرا في الكثير من المهرجانات ، يرشحه الكثير من المتتبعين لحمل مشعل الفيلم الأمازيغي في السنوات المقبلة، في هذا الحوار يتحدث لنا عن تجربته السينمائية : س : برز اسمك مؤخرا في الكثير من المهرجانات وحصلت على جوائز كثيرة ، من يكون الحسين شاني.؟ ج : الحسين شاني من مواليد 1974 بقصر تكندوزت، قرية صغيرة في الطريق الرابطة بين الريش واملشيل (من قبائل أيت حديدو) وأسكن حاليا بمدينة الريش بحكم اشتغالي بثانوية مولاي علي الشريف التأهيلية كملحق تربوي. س: أنت ابن مدينة الريش ، أي أنك من منطقة تنتمي للهامش . كيف دخلت عالم الإبداع السينمائي ؟ ج : سأقول لك أني ربما لا زلت لم ألجه بعد كما أحلم... هي ضرورة ذاتية على ما أعتقد، أن أضع قلقي وهواجسي في صور، لربما بعد هاته الولادة أحس أو يخيل لي أن أحس بالراحة. أول مرة ألج فيها قاعة سينمائية كان سنة 1990، كان عمري آنذاك 15 سنة بمدينة القنيطرة، كانت لحظة تاريخية انبهر فيها الطفل البدوي بضخامتها، أتذكر وقتها كانت بالقنيطرة خمس قاعات سينمائية، كنت أفرق أيام الأسبوع على القاعات المتواجدة وإن حدث أن أعجبت بفيلم أشاهده أكثر من مرة... حتى سنة 2008 حضرت المهرجان الوطني لسينما الهواة بسطات، حيث كان اللقاء الأول كهاو، ومذ ذاك الحين وأنا أفكر في الكتابة والتصوير. س : . حدثنا عن أهم محطات تتويجك منذ أن دخلت عالم الإبداع السينمائي؟ ج : كانت بدايتي في السينما بمهرجان سطات في دورته الثالثة سنة 2008، كنت أحضر فقط كمستفيد من الورشات التي كانت ولا زالت تنظم بالمهرجان، بعد ثلاث سنوات أنجزت أول فيلم قصير لي (تمتارت نوسقسي) أو (علامة استفهام) عرض الفيلم في عدة مهرجانات، وحصل على جائزة السيناريو بالرباط في مهرجان عبور، والجائزة الثالثة في مهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم. سنة 2012 قمت بكتابة وتصوير الفيلم القصير (د نكين) أو ( وأنا) الذي نال عدة جوائز سنة 2013 منها : الجائزة الكبرى بالمهرجان الوطني بسطات، الجائزة الكبرى بمهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم، الجائزة الكبرى بملتقى السينما بتارودانت، الجائزة الكبرى وجائزة أحسن دور ذكوري بالشاون، الجائزة الكبرى بمهرجان السينما التربوية بمكناس ثم جائزة أحسن سيناريو بالمهرجان الدولي لسينما الشباب بمكناس. بين الفيلمين كتبت عدة سيناريوهات وشاركت في مسابقات للسيناريو هنا في المغرب وفي فرنسا، كما سبق لي أن فزت بسيناريو بجائزة لجنة التحكيم عن سيناريو( تمثال الرمل) في الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، فزت في نفس المهرجان في الدورة التاسعة بالجائزة الكبرى عن سيناريو (الأصفر والأزرق). دائما في مسابقة السيناريو، أحرزت سنة 2012 على بجائزة الدعم من أجل الإخراج في المهرجان الدولي إسني ن ورغ للفيلم الأمازيغي عن سيناريو ( تالدجيكت نودرار) والذي صورته هاته السنة بمدينة أكادير. س : ما الذي أثار إعجاب لجن التحكيم في فيلم "وأنا" في نظركم؟ ج : قصة الفيلم تحكي في 06 دقائق عن طفل يعاني من سوء معاملة والده الذي يمتهن صناعة الطوب، يصنع الأب الطوب بينما الطفل لا يبرح مكانه منتظرا أوامره... يثور الابن ويدمر طوب والده في إشارة لرفضه أن يُجعل منه نموذجا يرضي الآخر. فيه 3 جمل فقط في بداية الفيلم: – لماذا قمت بذالك؟ لماذا؟ – إن قمت بذالك مرة أخرى سوف أقتلك، هل سمعتني؟ – قم. كل ما يمكن أن أقوله هو أنه كان الكثير من الصدق في العمل، اشتغلت رفقة الطفل الموهبة أسامة شاني ووالده عسو شاني، الفيلم عبارة عن جزء من ذاكرتي، حيث أن والدي كان يمتهن صناعة الطوب لمدة 30 سنة، وكان جديا في عمله لدرجة ان اسمه أصبح مشهورا في المدينة حيث نسكن، كذلك كان ولا زال جديا في علاقته معنا، من هنا استوحيت الفكرة. وفي الحقيقة لم أكسر طوبه قط، لكني ربما كنت أتمنى ذلك على الأقل عندما كنت طفلا. س : ما هو السر في إبداعك في مجال كتابة السيناريو؟ ج : ليس هناك سر، عشقت الحكاية منذ صغري، كتبت مذكراتي منذ سن 14 سنة، أعود إليها أحيانا، خضعت لثلاث دورات تكوينية نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في كتابة السيناريو، وتكوين بالمراسلة في الأنترنت مع مكونين مصريين، ويبقى الأهم هو الاستمرار، الاستمرار في التكوين والكتابة. س: هي التجارب السينمائية التي تأثرت بها؟ ج: أقدر أعمال الكثير من السينمائيين المغرب و خارجه، لكن إن تحدثت عن التأثير فدائما ما أستحضر المخرج الإيراني عباس كيروستامي، والروسي أندري تاركوفسكي والتركي نوري بيلج سيلان... أشاهد أفلامهم وأعيد مشاهدتها بدون ملل. س : ما هي المواضيع التي تشتغل عليها في أفلامك؟ ج: في الأفلام التي قمت بإخراجها اشتغلت على أجزاء من ذاكرتي ...أما المواضيع فربما تختلف من عمل لآخر، فالأول عن هاجس السؤال عند الحسين الطفل وعند الحسين المراهق... وعن فيلم( وأنا) فهو الانتصار للذات وحرية الاختيار... ولا زال هناك الكثير مما أود أن أحكيه/أصوره... س : ما هو وقع محيطك الاجتماعي والثقافي في إبداعاتك ؟ ج : لا بد أن يكون هناك وقع وآثر، هذا أكيد... فمنه أستمد أفكاري، فيه أزرع هواجسي وقلقي وأنتظر أن تنبت صورا/حلولا ربما، وأتمنى أن يكون/يبقى هناك تأثير متبادل بين أفلامي ومحيطي. س : ما هو واقع الفيلم الأمازيغي ي المغرب وباقي بلدان المغرب الكبير ؟ ج : الفيلم الأمازيغي أو الناطق بالأمازيغية في بداياته ، المهم هنا أنه هناك بداية... الاستمرار وأكيد أن الكم سينتج الكيف، لكن الضروري هو الاستمرار. س: ما هي آفاق الفيلم الأمازيغي بالمغرب والمغرب الكبير ؟ ج : في ظل هذا الحراك السينمائي في المغرب فتحت آفاق كثيرة لإنتاج أعمال متميزة، لكن من الضروري الانتباه للمواضيع فالسينما هم وآمال، رسالة إنسانية مثل باقي الفنون، ويجب أخذ هذه الأشياء بعين الاعتبار أي ضرورة الانتصار للعدالة والحرية وهموم الآخرين (الأقليات والمهمشين ...) وعند الاشتغال على موضوع حتى لو كان محلي، يجب اعطاؤه بعد كوني. س : ما هي بعض المشاريع التي تشتغلون عليها ؟ ج : حاليا أكتب وأعيد كتابة فيلمي القصير " وأنا" ، كانت هناك دائما عراقيل، أتمنى أن أتغلب هاته المرة على المعيقات التقنية من أجل الوصول إلى صورة وصوت جيدين تقنيا. كلمة أخيرة. أحب السينما، وكما يقال إن أحببت الحياة فاذهب إلى السينما، أحب الحياة إذن والسينما. حاوره محمد زروال