واهم من يعتقد أن الأحزاب البرلمانية تمارس المعارضة، لأنها في الحقيقة أشبه بمتسابقين نحو قيادة سفينة المخزن المتحكم فيها عن بعد و بالتالي فاتجاهها ومرساها محدد مسبقا و لا سبيل لتغييره، لكن للراكبين على ظهرها حرية الاستمتاع بمرافقها و خدماتها، لا تغيير مسارها. قيادة حزب الاستقلال تدرك جيدا أنها لا تمتلك مشروعا مجتمعيا مغايرا، لا للمخزن و لا للعدالة و التنمية، و هي الان لا تمارس معارضتها المسرحية على هذا الأساس، وهي واعية كل الوعي أن السياسة التي تنفدها الحكومة الحالية هي استمرار و امتداد للسياسات السابقة، أي استمرار غرق سفينة النجاة. عرف الحزب البرجوازي الاستقلالي في مؤتمره الأخير صراعا انتحاريا حول القيادة و ليس على البرنامج السياسي أو الايديولوجي كما تفترضه الحياة السياسية العادية ،كاد أن يعصف به و يجزئه الى شطرين، على غرار الاتحاد الاشتراكي، بين كتلة شباط كممثلة للبرجوازية المغمورة و كثلة الفهريين كممثلة للبرجوازية التقليدية ، انتهت بانتصار الأول و انتخابه على رأس الحزب، مع العلم أن وزراء حزب الاستقلال الحاليين ليسوا من أنصار شباط ، فالفضل في استو زارهم يرجع الى عباس الفاسي المساند لعبد الواحد الفاسي ، أما محمد الوفا فكان بدورهيطمح الى قيادة الحزب قبل أن يتحول الى أرنب سباق. مما يعني أن قيادة الحزب الحالية لم تكن أصلا في الحكومة حتى تنسحب منها ، وهذا ما تفسره حملات شباط ضدها و مطالبته بالتعديل الوزاري و هو ماض في تنفيد وعوده لأنصاره باستوزارهم،وجلد خصومه في نفس الدار، خصوصا الوفا. هل الانتخابات السابقة لأوانها في مصلحة حزب الاستقلال؟ بالتأكيد ليست في مصلحته لأنه يحتل حاليا المرتبة الثانية من حيت عدد المقاعد البرلمانية ، و لا شيء يضمن له الفوز مرة ثانية ، و الخاسر فقط هو من يطالب بالإعادة و الا فسيهدي الكعكة لمنافس أخر. مما يعزز فرضية الانسحاب التكتيكي كورقة ضغط على حزب الاوهام الغبي سياسيا ، ليدخل الحكومة من جديد بوزراء شباطيين و بشروطهم الخاصة. أما حزب العدالة و التنمية فهو في أسوء أحواله وتسقط أوراق التوت عن عورته و نتمنى له الاستمرار على رأس الحكومة حتى سقوط أخر ورقة و انكشافها بالتمام ، والا سيدعي أن التماسيح و العفاريت هي من أفشل مشروعه الاصلاحي و سيعود الى نشر اوهامه السياسية و الدعوة و التبليغ، لكن ذاكرة المغاربة و دكاءهم أقوى ، وسنة ونصف كافية لدحض الأوهام وقناة 2م و مسلسلاتها وقفطان 2013 شاهد على زيف خطاب جريدة التجديد الأخلاقي . وان غدا لناظره لقريب .