تسلم الشاعر العربي سعدي يوسف, أمس السبت بالرباط جائزة الأركانة العالمية للشعر لعام 2009 , التي يقدمها بيت الشعر في المغرب, وذلك خلال احتفائية أحياها أيضا الموسيقار العراقي نصير شمة. وأنشد الشاعر سعدي يوسف, خلال هذا الحفل الذي قدمته الشاعرة وداد بنموسى وحضره بالخصوص وزراء وسفراء وأدباء, قصائد (أيام العمل السري), و(قصائد يائسة), و(البلاد التي نحب انتهت), و(نابل في الشتاء), ومرثية للشاعر العراقي الراحل سركون بولص “أحد أهم الشعراء العرب”. واستحضر سعدي يوسف, في كلمة بالمناسبة, روح محمود درويش الذي جمعه وإياه المسرح الوطني محمد الخامس عام 2003 مشيرا إلى أن بيت الشعر في المغرب “أعاد غريبا إلى وطنه” عندما عاد الشاعر الصيني بي ضاو بمجرد حصوله على جائزة الأركانة عام 2002 من الولاياتالمتحدة إلى هونغ كونغ. وبالمناسبة, قدم نصير شمة, وهو سليل مدرسة كبيرة في عزف العود تنهل من عوالم المتنبي والسياب ودرويش وأدونيس ولوركا وأمجد ناصر, عددا من أعماله الفنية (حوار بين أبي الطيب المتنبي وبدر شاكر السياب), و(إشراق), و(فيديريكو غارسيا لوركا) التي ألفها عام 2000 بغرناطة وأهداها للشاعر الأندلسي الشهيد. كما قدم الموسيقار العربي (بغداد كما أحب), و(بين دجلة وسعدي يوسف) المهداة للمحتفى به, وارتجالا وتنويعات على بعض من التراث العربي من بينها لحني (بعيد عنك) للسيدة أم كلثوم و(يا مال الشام) لصباح فخري, وأخيرا ولأول مرة معزوفة حب من العراق للمغرب عرفانا وتقديرا لحب المغرب للعراق. وكان وزير الثقافة بنسالم حميش حيى, في كلمة بالمناسبة, اختيار سعدي يوسف لنيل جائزة الأركانة العالمية مستشهدا بقول الشاعر سان جون بيرس (نوبل للآداب -1961) إن “الشاعر من يكسر لحسابنا سنة التعود”, وقارن بين قولة سعدي يوسف “الشعر خبزي اليومي, وأريد له أن يكون خبز الناس جميعا” وقولة الشاعر اليوناني ريتسوس “لن يكون النور لي, إلا إذا نال منه الأحبة حصة”. واعتبر نجيب خداري رئيس بيت الشعر في المغرب, الجائزة, “تحية لشاعر التفاصيل الصغيرة الأول, والأكثر انتباها إلى العابر واليومي, تحية للصانع الماهر الذي فتح الشعرية العربية على المستقبل وعلى العالمية”, و”تحية لمن اعتبر, بحق, شاعر التفعيلة الأكثر تأثيرا في قصيدة النثر العربية”. ونقل الناقد السوري صبحي حديدي عن تقرير لجنة التحكيم اعتبارها الجائزة “تحية لاسم شعري شامخ وكذا لمنجز شعري مديد ثري, يغطي حوالي ستة عقود, ويؤشر على كد تصوري عصامي وملحاح وعلى مثابرة كتابية جديرة بالإشادة كانت لهما آثار ملموسة ومحفزة سيان في الشعر العربي المعاصر أو في الذائقة القرائية بالعالم العربي”. وقال الشاعر التونسي منصف الوهايبي إن سعدي يوسف يكتب قصائده من “الأشياء العالقة بنا” مشيرا إلى أن التكثيف اللغوي للقصيدة لا يعني تحويل اليومي إلى موضوع بل إن “الشعر يغنم من اليومي نبض الحياة”. وكانت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر تشكلت هذه السنة من صبحي حديدي (رئيسا), والشاعرين منصف الوهايبي ومحمد الغزي (تونس ) والناقد بنعيسى بوحمالة والشاعرين حسن نجمي ونجيب خداري (أعضاء). وقد حاز على جائزة الأركانة, التي آلت هذه السنة إلى سعدي يوسف (العراق), كل من بي ضاو (الصين) ومحمد السرغيني (المغرب) ومحمود درويش (فلسطين). وقد صارت تمنح سنويا بتمويل من صندوق الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير بعدما كانت تمنح كل ثلاث سنوات. يذكر بأن شجرة الأركانة, التي تحمل الجائزة إسمها, لا تنبت إلا في المغرب وتحديدا بين الأطلس الكبير وحوض ماسة.