قال الرئيس الأميركي باراك أوباما انه سعيد “بالإحساس بالأهمية الملحة” بين حوالي 48 دولة تشارك في قمة في واشنطن بشأن جهود تأمين المواد النووية. وأكد أوباما الذي، كان يتحدث الليلة الماضية عشية افتتاح القمة إن اكبر تهديد لأمن الولاياتالمتحدة يتمثل في خطر حصول منظمة إرهابية على سلاح نووي. وتفتتح اليوم الاثنين (12 ابريل 2010) في واشنطن أعمال القمة وسيكون من أبرز الملفات التي تبحثها القمة التي تستمر أعمالها يومين، تأمين المواد النووية وتجنب استيلاء جماعات إرهابية على سلاح نووي. وستتركز الأنظار على اللقاءات التي سيعقدها الرئيس أوباما وخصوصا مع نظيره الصيني هو جينتاو حيث تسعى واشنطن للحصول على تأييد بكين لدعم تشديد العقوبات على إيران بسبب شكوك المجتمع الدولي في سعيها لامتلاك سلاح نووي. وسط إجراءات أمنية مشددة تنطلق اليوم أعمال قمة الأمن النووي بمشاركة 48 من رؤساء الدول والحكومات، وخلال اليوم الأول من أعمال القمة سيعقد الرئيس أوباما محادثات ثنائية مع عدة رؤساء دول وحكومات. وإثر حفل استقبال يقام عصر اليوم للرؤساء المشاركين في القمة بقصر المؤتمرات في وسط العاصمة واشنطن، يقيم الرئيس أوباما مساء اليوم حفل عشاء عمل لرؤساء الوفود. وقبيل افتتاح أعمال القمة أكد الرئيس أوباما للصحافيين على هامش لقاء جمعه مساء أمس مع رئيس جنوب إفريقيا إن “اكبر تهديد امني للولايات المتحدة سواء أكان على المدى القصير أم المتوسط أم الطويل سيكون احتمال أن تحصل منظمة إرهابية على سلاح نووي”. وأضاف “نعلم أن منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي أو أسلحة دمار شامل لن يكون لديها أي تردد في استخدامه”. وحول أهداف القمة قال اوباما إنها “تهدف بشكل أساسي إلى وضع الأسرة الدولية على طريق السيطرة على المواد النووية (غير الآمنة) خلال مهلة محددة ووفق برنامج عمل محدد”، معربا عن ارتياحه لأن “بعض الدول اعتمدت هذا الهدف وتأتي مع استراتيجيات محددة لحل هذه المشكلة الدولية الخطيرة”. وعقد الرئيس الأمريكي محادثات أمس الأحد مع رئيسي وزراء الهند وباكستان ورئيس كازخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما. ومن المقرران يلتقي أوباما اليوم الاثنين مع الرئيس الصيني هو جين تاو ومع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ومع زعماء ماليزيا وأوكرانيا وأرمينيا كما سيلتقي الرئيس أوباما مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان. ويشكل البرنامج النووي واحدا من أبرز الملفات التي يبحثها الرئيس أوباما خلال محادثاته على هامش القمة وقال البيت الأبيض إن اوباما قال أثناء لقائه ورئيس جنوب إفريقيا أن هناك حاجة “لرد دولي قوي وموحد ” بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتسعى العواصمالغربية لفرض مزيد من العقوبات لمنع إيران عما يعتبر حملة سرية لصنع أسلحة نووية في حين تقول طهران انه ليس لديها سوى طموحات نووية وإنها تسعى لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. وبصدد المحادثات التي أجراها أوباما مع رئيسي وزراء الهند وباكستان الجارتين اللتين تمتلكان قوة نووية، ذكر البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أكد للرئيس أوباما بأن باكستان “تأخذ الأمن النووي على محمل الجد وان لديها ضمانات مناسبة.” وقال البيت الأبيض إن اوباما أكد من جديد لجيلاني “أهمية الأمن النووي وهي أولوية أكد عليها لكل الدول.” ويقول خبراء في حظر الانتشار النووي إن الترسانة النووية الباكستانية ومخزونها من المواد النووية التي تدخل في صنع الأسلحة عليها حراسة مشددة، ولكن التهديد الذي تمثله القاعدة وطالبان يجعل باكستان واحدة من أكثر المناطق التي تثير قلقا. وحسب وكالة رويترز فإن خبراء يرون انه لا توجد حالات معروفة لحصول جماعات إرهابية على يورانيوم عالي التخصيب أو بلوتونيوم يمكن استخدامهما في صنع قنبلة نووية بدائية، ولكنهم أشاروا إلى وجود 18 حالة لسرقة مواد نووية أو اختفائها منذ أوائل التسعينات. مراكش بريس 2010/رويترز