يستضيف الرئيس الاميركي باراك اوباما قمة غير مسبوقة حول الامن النووي استبقها بالتحذير من ان مساعي مجموعات متطرفة مثل القاعدة للحصول على السلاح النووي تشكل ابرز تهديد امني للولايات المتحدة. واستقبل اوباما قادة46 دولة في قمة تهدف الى ضمان حماية مخزونات اليورانيوم والبلوتونيوم وتجنب سيناريو كارثي يتمثل بامتلاك مجموعات متطرفة اسلحة نووية. وعشية اكبر قمة يترأسها رئيس اميركي خلال65 عاما, تحدث اوباما عن احتمال حصول تفجير نووي في نيويورك او لندن او جوهانسبورغ. وقال ان التهديد الاكبر لامن الولاياتالمتحدة سواء أكان على المدى القصير ام المتوسط والطويل, هو امكانية امتلاك منظمة ارهابية سلاحا نوويا واضاف هذا امر سيغير المشهد الامني في هذه البلاد وحول العالم للسنوات المقبلة وتابع نعلم ان منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل ولن يكون لديها اي تردد في استخدامه والى جانب ترؤسه القمة, يعقد اوباما سلسلة لقاءات ثنائية مع قادة العالم. واللقاء الابرز هو مع الرئيس الصيني هو فينتاو في محادثات ركزت بشكل اساسي على مساعي الولاياتالمتحدة لحمل الصين على رفع قيمة اليوان بعد فترة من التوتر الصيني-الاميركي. وفي بكين اعلن نائب وزير الخارجية الصيني تشوي تيانكاي للصحافيين قبل توجه هو جينتاو الى واشنطن نعتقد انه بامكاننا معالجة التحديات في علاقتنا. وقال بالتأكيد قد تكون للصين والولاياتالمتحدة وجهات نظر مختلفة حول العديد من القضايا بينها الازمة الاقتصادية العالمية والتجارة لكن لا يمكننا تجاوز واقع ان لديهما ايضا مصالح مشتركة. ورغم التركيز على المجموعات المتطرفة فان ملفي دولتين هما ايران وكوريا الشمالية سيلقيان بظلالهما على القمة العالمية. وتقود واشنطن الجهود العالمية لتشديد العقوبات على ايران في غضون اسابيع بسبب برنامجها النووي المثير للجدل حيث تشتبه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بانه يهدف الى صنع اسلحة نووية فيما تنفي طهران ذلك. ويسعى البيت الابيض للحصول على تعهدات ملموسة من قادة العالم حول ضمان امن المخزونات من البلوتونيوم واليورانيوم وضمان عدم تعرضها للسرقة او التهريب او البيع لمتطرفين. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لشبكة اي بي سي نيوز ان التهديد باندلاع حرب نووية قد تراجع, لكن التهديد بحصول عمل ارهابي نووي قد ارتفع. ولاطلاق مبادرته حول منع انتشار الاسلحة النووية, التقى اوباما رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما. فقد سلمت كازاختسان اسلحة نووية من حقبة الاتحاد السوفياتي عند انتهاء الحرب الباردة, لكنها تعتبر دولة مهمة بالنسبة لواشنطن لانها تصنف نفسها بانها اكبر مصدر لليورانيوم في العالم. اما جنوب افريقيا فقد اوقفت برنامجها النووي في تسعينيات القرن الماضي ويشيد المسؤولون الاميركيون بهذا المثال معتبرين ان امنها تعزز عبر هذه الخطوة. كما اجرى اوباما محادثات مع رئيسي الوزراء الهندي منموهان سينغ والباكستاني يوسف رضا جيلاني. وتعهد اوباما في ختام لقائه مع جيلاني بالتزام طويل الامد في سبيل باكستان, في ما وصفه بانه معركتهما المشتركة ضد المتطرفين. وجاء في بيان صادر عن البيت الابيض ان اوباما لفت الى ان العلاقة الاستراتيجية المتعددة الاوجه والطويلة الامد بين البلدين تتجاوز المسائل الامنية. وأعرب اوباما, الذي وقع الاسبوع الماضي اتفاقية ستارت الجديدة مع روسيا حول نزع الاسلحة النووية واعلن عن استراتيجية اميركية جديدة تفرض قيودا على كيفية استخدام الاسلحة النووية من قبل واشنطن, اعرب عن ثقته في ان القمة ستحقق تقدما كبيرا. وقال انني مرتاح جدا في هذه المرحلة لدرجة الالتزام والحس بضرورة التحرك اللذين لاحظتهما لدى قادة العالم حتى الان حول هذه المسألة. كما يلتقي اوباما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد اسبوع على قرار تركيا اعادة سفيرها الى واشنطن اثر جدل حول تحركات في الكونغرس من اجل اعتبار المجازر بحق الارمن ابان الحرب العالمية الاولى جريمة ابادة. وتأتي القمة قبل مؤتمر مراجعة معاهدة الاممالمتحدة حول حظر انتشار الاسلحة النووية الشهر المقبل.