شارك عبد اللطيف مرغاد عدسة: جمال السميحي نظمت المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر ندوة دولية حول العرعر الفواح في نسختها الخامسة بتعاون مع كلية العلوم السملالية وكل من جامعة القاضي عياض، وجامعة الحسن الثاني من خلال كلية العلوم بنمسيك ، مابين 30 أبريل الفارط إلى الرابع من ماي الحالي بمراكش. هذا، وأجمع المنظمون في بلاغ صحافي توصلت "مراكش بريس " بنسخة منه ، أن غابات العرعر الفواح (Juniperus thurifera) تعتبر نظاما بيئيا فريدا بالمناطق التي تتميز بمناخ شبه جاف أو شبه رطب بارد إلى بارد جدا بالمغرب بمنطقتي الأطلس الكبير (في أيت بوكماز، تيزي نتيشكا، أزادن، تودغا) و الأطلس المتوسط. حيث يعرف بأسماء كأندرومان، أوال، تاوالت و هو نوع من الأشجار يتواجد بمرتفعات يتراوح علوها بين 1700و 3400. و يعتبر العرعر الفواح النوع الأكثر تكيفا مع الظروف المناخية القاسية و الأتربة الفقيرة القليلة الخصوبة بهذه المناطق الجبلية بحيث يعتبر الحد الأعلى لتواجد التشكيلات الغابوية في أعالي الجبال. كما خلصت فعاليات الندوة المذكور إلى منظومة العرعر الفواح تكتسي أهمية كبيرة بالمناطق الجبلية السالفة الذكر، إذ تعتبر خزانا للجينات الحيوانية و النباتية الخاصة بمنظومة العرعر، و تلعب دورا مهما في تنظيم جريان المياه و الحفاظ على التربة و البنيات التحتية من الانجراف إضافة إلى دورها في محاربة توحل الأنهار بالإضافة إلى قدرتها في التخفيف من آثار الجفاف. و على الرغم من أهمية هذه المنظومة البيئية إلا أنها تعاني من اختلالات راجعة بالأساس إلى الاستغلال المفرط للعرعر كحطب التدفئة، وبسبب الرعي الجائر الذي يفوق الطاقة الاستيعابية لهذه الغابات. في هذا السياق، تعتمد المندوبية السامية و الغابات و محاربة التصحر مقاربة مجالية تهتم بإعادة هيكلة المنظومة البيئية لغابات العرعر من خلال تحفيز التخليف الطبيعي في هذه المناطق الجبلية . و للإشارة فإن إعادة تهيئة الأنظمة الايكولوجية و المحافظة عليها بما في ذلك منظومة العرعر الفواح تواكبها جملة من الأبحاث العلمية تقوم بها المندوبية السامية للمياه و الغابات من أجل تعميق المفاهيم فيما يخض الظروف الايكولوجية و البيئية لهذه المنظومة، إضافة إلى أبحاث تتعلق بالقدرة الإنتاجية للعرعر في ظل الإكراهات المناخية الحالية، دراسات من شأنها ضبط و إنجاح عمليات الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي الذي يميز المناطق الجبلية. وتجدر الإشارة إلى أن كل هذه التدابير المتبناة من طرف المندوبية المعنية للمحافطة على التوازنات الإيكولوجية يصاحبها أنشطة مدرة للدخل، والتي تهدف إلى تحسين الظروف السوسيو الاقتصادية للساكنة المحلية المجاورة لهذه الغابات و تحقيق التنمية المستدامة لغابات العرعر لتخفيف الضغط على هذه المنظومة . شارك