شارك مراكش قبلة مفضلة ليهود الحاسيديم "الأنباء المغربية " تكشف أسباب رحيل الحاخام اليهودي الأكبر برلاند من مراكش إلى جنوب إفريقيا، وتخترق معابد وطقوس الحاسيديم. نقلا عن الأنباء المغربية كتب : محمد القنور . عدسة : جمال السميحي . أزمة دينية وفكرية إسرائيلية ترخي بظلالها على مراكش مراكش قبلة مفضلة ليهود الحاسيديم "الأنباء المغربية " تكشف أسباب رحيل الحاخام اليهودي الأكبر برلاند من مراكش إلى جنوب إفريقيا، وتخترق معابد وطقوس الحاسيديم. نقلا عن الأنباء المغربية كتب : محمد القنور . عدسة : جمال السميحي . غادر الحاخام إيلي عيزير برلاند ، رئيس الطائفة الحاسيديم اليهودية مراكش، في إتجاه جنوب إفريقيا ، إحتراما لقوة القانون المغربي، بعدما تأخرت عملية حصوله على أوراق إقامته بالمدينة الحمراء، وإستمر مكوثه بمراكش لمدة ثمانية أشهر، وذلك، حسب تصريحات الناطق الرسمي بإسم الحاخام برلند، الحاخام والقاضي العبري ناثان بيزنسون ، ل " الأنباء المغربية " . من جهته، أوضح جاكي كادوش رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أن الحاخام إيلي عيزير برلاند ، كان قد حرص على تسوية وضعيته القانونية على تراب المملكة، على إعتبار منه أن هذه الأخيرة، دولة عظيمة وحداثية وكبيرة، ظلت تتفاعل مع مختلف الثقافات والديانات عبر العصور. وكان الحاخام إيلي عيزير برلاند رئيس الطائفة الحاسيديم اليهودية ، قد تعرض لحملة إعلامية شنيعة من طرف تيار العلمانيين داخل إسرائيل، بسبب تشبته بتعاليم التوراه، ، ودفاعه عن السلام مع الفلسطينيين، وتعاطفه مع الفئات الهشة والمعوزة، حيث لفقت له العديد من التهم، كان من ضمنها تحرشه جنسيا بفتاة، وهو ما لم يسجل ضده في سجل سوابقه بالمحاكم الإسرائيلية، ليتضح بعد ذلك، أن التهمة مجرد زوبعة في فنجان، زاد من حدتها، قوة العلمانيين واللادينيين في داخل المجتمع الإسرائيلي ، لكونه مجتمع مهاجرين ، من خلفيات وبيئات وثقافات مختلفة، يجمعهم جامع واحد هو كونهم يهودا أوهكذا يفترض فيهم. وعلى الرغم من هذا التوصيف الموحد لهم ، فإن الإختلافات والإنقسامات تضرب بأطنابها بينهم. فالمجتمع منقسم أثنيا إلى سفارديم وهم اليهود الشرقيين وأشكنازيم كيهود ينحدرون من الدول الغربية ، ومنهم اليهود الروس الذين يتميزون اليوم باستقلاليتهم ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من اليهود السود ، ممن ينحدرون من الفلاشا ، المعرفون ب "أصحاب الأخدود" الوارد ذكرهم في القرآن الكريم، وقليل منهم من غير الفلاشا حيث ينحدرون من الأفارقة الأمريكيين. ونوه الحاخام والقاضي العبري ناثان بيزنسون ، في حديث ل "الأنباء المغربية " بمدى تحضر المواطنين والمواطنات بمراكش، ومدنيتهم ، موضحا ، أنه طيلة الشهور التي قضوها بمراكش، كانوا يرتادون الأسواق الشعبية ويدخلون الأزقة والشوارع المراكشية، بكل حرية، وأن أفراد الطائفة لم يتعرضوا لأية سلوكات إستفزازية ، أو مظاهر وصم مبنية عن إختلافهم عن عموم المراكشيين ، من أي مواطن كان، بل أن شباب الطائفة، ربطوا علاقات صداقة متينة مع مجموعة من البقالين المجانبين للمعبد اليهودي، ومع الكثير من سائقي الطاكسيات الصغيرة ، وأرباب المحلات التجارية . في ذات السياق، علمت " الأنباء المغربية " أن المضايقات التي تعرض لها إيلي عيزير برلاند ، رئيس الطائفة الحاسيديم اليهودية في إسرائيل ، من قبل الصحافة العلمانيين والصهاينة ، كان قد زادت في الإشتعال عن طريق العديد من الصحف والمجلات ، وعلى أمواج بعض الإذاعات الخاصة وبعض القنوات الخاصة بالتلفزيون ، التابعة للتيار العلماني الصهيوني، بعدما شنت حربا شعواء على الحاخام المذكور، وعلى طائفته، ضمن مقالات متنوعة، نشرت في صحف إسرائيلية معروفة بتوجهها العلماني، على غرار صحيفة "هآرتص" وصحيفة "يدعوت أحرونوت" وصحف أخرى ، يمولها العلمانيون المهاجرين من روسيا. طائفة الحاسيديم : طالبان اليهودية ونوه الحاخام والقاضي العبري ناثان بيزنسون ، في حديث ل "الأنباء المغربية " بمدى تحضر المواطنين والمواطنات بمراكش، ومدنيتهم ، موضحا ، أنه طيلة الشهور التي قضوها بمراكش، كانوا يرتادون الأسواق الشعبية ويدخلون الأزقة والشوارع المراكشية، بكل حرية وكانت "الأنباء المغربية " قد توفرت على مجموعة من هذه الصحف، تصور طائفة الحاسيديم على أنهم طفيليون وكسالى وتنعثهم بالشبقية، والدعوة إلى إحتجاب النساء، وقمع حريتهن، كما تصفهم بطماعين ومستغلين ومدَعين للدين وعشائريين وبالمهرجين وبدائيين ومرائين ومتخلفين. وإلى ذلك، عمدت مقالات أخرى، إلى وصف طائفة الحاسيديم على أنهم طفيليون ومخلوقات لها انوف معقوفة قبيحة ومصاصو دماء، وهي نفس الأوصف التي تكيلها للفلسطينيين، وأنهم عشاق للسلطة يركضون وراء النساء لاغتصابهن ويفجرون الإشاعات ضد العلمانيين. وأنهم يمنعون ابناءهم من استعمال التكنولوجيا الحديثة ، ويفرضون على بناتهم الحجاب. في حين تناولت عناوين صحف إسرائيلية أخرى ، طائفة الحاسيديم بالنكت والإستهزاءات ،على غرار أن الحاسيديم يؤكدون "أن الكومبيوتر يحول الأطفال الى حيوانات مفترسة" ، وأنهم لايجيزون استعمال التلفون النقال في الحمامات" مخافة أن يذكر أحد مستعمليه، إسم الله، إضافة إلى عناوين ساخرة مثل: ما زعمت ذات الصحف أن الحاخام عوبادياه يوسف يفتي بكون "المثلجات" ليست جزءا من وجبة الطعام ، وأنها لاتحتاج إلى قراءة البركات ، وعنوان آخر يقول أن الحاخام عوبادياه يوسف يعتبر المراة التي لا تعرف الطبخ ، إمرأة معاقة. ونشرت صحيفة "إيديعوت احرونوت" صورة كبيرة لأحد أفراد طائفة الحاسيديم يضع اسطوانة مدمجة في أحد ثقوب حائط البراق ، المحادي لحارة المغاربة بالقدس الشريف، المحتل من طرف الكيان الصهيوني . وعلمت "الأنباء المغربية " من مصادر متباينة بأوساط يهود طائفة الحاسيديم، أن كل شريحة يهودية بإسرائيل لها صحفها التي تنطق باسمها وتدافع عن أفكارها ومواقفها ورؤاها. ولايعرف الناس أن المتدينين اليهود عندهم صحف كثيرة منها صحيفة "هانقودها" وصحيفة "يتد نئمان" و"هاموديعاه" "هاتصوفه" و"داتي درومي" و"ماكور ريشون". مدن طائفية ويهوديات منقبات. المضايقات التي تعرض لها إيلي عيزير برلاند ، رئيس الطائفة الحاسيديم اليهودية في إسرائيل ، من قبل الصحافة العلمانيين والصهاينة ، كان قد زادت في الإشتعال عن طريق العديد من الصحف والمجلات ، وعلى أمواج بعض الإذاعات الخاصة وبعض القنوات الخاصة بالتلفزيون ، التابعة للتيار العلماني الصهيوني ومن المدن الحاسيديمية داخل إسرائيل مدينة "بني برق "التي يصل عدد سكانها إلى أكثر من مائة واربعين ألفا (في عام 2006م). وكانت هذه المدينة قد أنشأها المستوطنون اليهود من المتدينين والحاخامين عام 1924م وهي تحاذي تل أبيب من الشرق ، وهي تعتبر من المدن الفقيرة في إسرائيل ، وأكثرها كثافة بالسكان. وتتميز هذه المدينة عن غيرها بالحاخامين المشهورين الذين سكنوها من حسيديم وغيرهم. تتميز كذلك باشهر مدرسة دينية وأفضلها وهي مدرسة "بونيفزه". وقد غيرت هذه المدينة اسماء الشوارع التي كانت باسماء صهيونية ، أو لها علاقة بالصهيونية إلى أسماء غير صهيونية. وأحدث ما غير فيها هو اسم شارع هرتزل ، حيث سمي باسم الحاخام اليعيزر شاخ ، والذي كان العدو الأشهر للعلمانيين في إسرائيل. ومن النادر أن يرى علم اسرائيلي في هذه البلدة ، إذ هم لايعترفون بالدولة اساسا. وكانت هذه المدينة قد أنشأت أول مخزن تجاري كبير خاص بالنساء فقط. ومن البلدات الخاص بالحاسيديم بلدة "نتيفوت" ، التي بلغ عدد سكانها أكثر من 26 ألفا في عام 2007 . وهناك بعض المدن التي تضم المجموعتين اليوم ، ولكنها على ما يبدو هي في طريقها إلى أن تصبح مدنأ حاسيديمية . ومن هذه المدن مدينة" رامت بيت شمش" قرب مدينة بيت شمس والكثير من سكانها من الحاسيديم ، وبعض النساء اليهوديات المنقبات ممن يضعن البراقع والخمار على وجوههن ، ولهؤلاء مشاكل يومية مع الذين هم أقل تدينا من اليهود الآخرين. كما أن بلدة"يفنئيل" التي تقع جنوب غرب بحيرة طبرية ، تعتبر من البلدات الصغيرة الحجم، حيث ليتعدى سكانها ثلاثة الاف نسمة، حسب إحصائيات 1013. وقد بدأ الصراع بين المجموعتين عندما كثر عدد اليهود الحاسيديم فيها. وكان رئيس بلديتها العلماني قد قال،عن "الحاسيديم " أنهم إذا حاولوا أن يسيطروا على أمورنا فإن شيئا خطيرا سيحدث لأن العلمانيين الآن في "يفنئيل" غاضبون جدا وإن على الحكومة أن تحل مشكلة الصراع الآن لأن الوضع خرج عن السيطرة" وباتت تعيش صراعا ثقافيا شديدا . هل ستصبح القدس مدينة لطائفة الحاسيديم مجموعة من هذه الصحف، تصور طائفة الحاسيديم على أنهم طفيليون وكسالى وتنعثهم بالشبقية، والدعوة إلى إحتجاب النساء، وقمع حريتهن، كما تصفهم بطماعين ومستغلين ومدَعين للدين وعشائريين وبالمهرجين وبدائيين ومرائين ومتخلفين. ويقوم الحاسيديم بالإستعدادات لبناء مدينة في شمال إسرائيل بين المدن العربية ، لمئة وخمسين ألف شخص ، ويعارض العلمانيون في المنطقة خطة بناء المدينة ، وكذلك لفلسطينيين العرب، حيث قدموا الكثير من الشكاوى للمنتظم لدولي ضدها. وإذا تم بناء هذه المدينة ، فإنها ستكون أول مدينة حاسديمية شمال إسرائيل. ويبدو أن مدينة القدس ستصبح في السنوات القليلة القادمة من مدن الحاسيديم ، بل إن العلمانيين يؤكدون ذلك. فإضافة إلى حي مئه شعاريم الخاص بهم هناك مستوطنة "رامت شلومو" ، وكذلك "بيت واغن" ، التي قد تصبح جزءا مما يسمى القدس الكبرى. وهم اليوم يحاولون السكن في القدس في "قريات يوبل" وهي منطقة علمانية ، ولكن العلمانيين يتصدون لهم ، حيث تحدث المعارك بين فترة وأخرى .وكذلك يتصدى العلمانيون للحريديم في منطقة "رامت أبيب" العلمانية التي تقع شمال تل أبيب. ومن يدخل مدن الحاسيديم فكأنه يدخل عالما آخر يختلف عن عالم المدن العلمانية مثل تل أبيب مثلا. فلباس الناس يختلف وطعامهم يختلف وحتى سلوكهم ، بل حتى اللغة العبرية التي يتكلمونها تعتبر مختلفة عن العبرية الرسمية، وحتى طبيعة المدينة نفسها التي تتميز بكنسها الكثيرة ومدارسها الدينية وحماماتها الشرعية الظاهرة للعيان. أما في السلوك يختلف اليهودي العلماني عن اليهودي الحاسيديمي في السلوك العام ، فمظهر الحاسيديم رجالا ونساء يختلف عن مظهر العلمانيين. فالحاسيديم مثلا لا يحلقون لحاهم ، ويرخون ضفائر شعورهم على جانبي الرأس ، ومايلبسه الحاسيديمي والمرأة الحاسيديمية مخالف تماما لما يلبسه العلمانيون الذين لايلتزمون بلباس معين وكثيرا ماتكون المرأة العلمانية غير محتشمة في نظر الحاسيديم، إذا كشفت شعرها ، وسيقانها أة أطرافها العليا ، إضافة إلى كون رجال الحاسيديم لايجالسون غير زوجاتهم وكل النساء محارم في نظرهم ، بل هم يغضبون أن يجلس العلمانيون مع نساء سافرات أجنبيات، وأية امرأة عصرية تحاول أن تدخل مناطقهم لسبب أو لآخر، يعتبرونها غير محتشمة ، كأن تكون لابسة "سروالا" أو "تنورة" . السبت بين الحاسيديم والعلمانيين . تناولت عناوين صحف إسرائيلية أخرى ، طائفة الحاسيديم بالنكت والإستهزاءات ،على غرار أن الحاسيديم يؤكدون "أن الكومبيوتر يحول الأطفال الى حيوانات مفترسة" ، وأنهم لايجيزون استعمال التلفون النقال في الحمامات" مخافة أن يذكر أحد مستعمليه، إسم الله ومن الأمور التي تجعل الإختلاف في السلوك واضحا ، هو قضية الإلتزام بيوم السبت. فالعلماني مثلا لايلتزم بمحرمات يوم السبت ، التي يلتزم بها الحاسيديمي ، فهو يسوق سيارته فيه ويفتح دكانه ومقهاه ويذهب إلى السينما أو المسرح ، إلى غير ذلك من أعمال بينما يحرم على الحاسيديمي أن يقوم بذلك. كما أنه لايلتزم بقضايا أخرى كثيرة كتناول الطعام غير الشرعي في نظر الحاسيديم . وإذا اعتقد الحاسيديم ، أن هناك تجاوزا على الدين كأن تنقب مؤسسة الآثار في مقابر يهودية قديمة ، أو لاتغلق الحكومة شارعا معينا في يوم السبت ، فإنهم يتظاهرون بأعداد كبيرة ، وأصبح تظاهر هؤلاء ظاهرة في إسرائيل معروفة.. كما أنهم يرفضون قوانين الدولة وطريقة الحكم الديموقراطي وكل ما يتضمن من حقوق مدنية وقوانين أخرى تتعارض وبشكل حقيقي مع شريعة التوراة والتلمود. فهم يعتبرون الديمقراطية شرا ومرضا ، وقال الحاخام اليعازر شاخ عن الديمقراطية "إنها مرض عصي على العلاج ، إنه مرض خطير يدمر الجسم والروح". ويذكر الصحفي المعروف شحر ايلان ان ثلثي الحاسيديم يرفضون الديمقراطية ويفضلون الحاخامين الذين يحكمون بشريعة التوراة وأن 90% يعادون الديمقراطية ومؤسساتها مثل المحاكم والكنيست والجيش إلى غير ذلك وهم يعتبرون التوراة قانونهم الوحيد وقدعبر عن ذلك الحاخام حاييم بدراس، وهو عضو محكمة دينية في تل أبيب، حين قال "إن هناك شيئا واحداً يؤثر في حياتي وهو التوراة، وعدا عن هذا فليس هناك شيء آخر في العالم يحكمني. ان التوراة وصلتنا من جبل سيناء ، وليس من الكنيست وفجأة ظهر جيل واخترع هذا الشيء الذي يقال له الكنيست حيث يجلس مجموعة من المهرجين في حفلة ويشرعون القوانين.". ويبدو أنه بسبب عدم اعترافهم بالديمقراطية ومؤسساتها فإنهم يقومون بالتزوير في الإنتخابات ، لأنهم لايعتقدون بأن ذلك شيئا غير صحيح وغير أخلاقي ، لأن المهم عندهم والصحيح ، هو تحقيق الفائدة لهم لأنهم أحق من غيرهم كما يعتقدون. ويعتقد اليهود الحاسيديم ان البلد لهم وحدهم وعلى العلمانيين ان يغادروه ويتركونه لهم. وهذا ما يؤكدون عليه في صحفهم فقد ذكر اسرائيل فريدمان وهو حاسيديمي في احدى مقالاته يخاطب العلمانيين بقوله" اخرجوا من هنا… نقولها لكم بشكل أخوي اخرجوا من هنا فان الإجرام الأمريكي سيستوعب جرائم العلمانيين الشباب الذين يشربون الخمور والمدمنين على المخدرات والذين يضعون أقراطا في آذانهم . إن هؤلاء مصاصو دماء يمصون دماءنا وأنهم يتجرأون بالعيش على أرضنا.". وكثيرا ما يصف الحاسيديم العلمانيين بأنهم نازيون جدد فعندما قامت منظمة "حُقا ليسرائيل" العلمانية بوضع اعلان في الصحف قالت فيه "في مظاهرة يوم السبت سوف نوقف الحاسيديم عند حدهم" كتبت صحيفة "هاحوماه" الحاسيديمية إن ما اعلنه النازيون اليهود عن إيقاف الحاسيديم هو نسخة نازية جديدة من كتاب "كفاحي" كتاب هتلر الشهير . إتهامات متبادلة، ووزيرة علمانية تعتدر تناولت عناوين صحف إسرائيلية أخرى ، طائفة الحاسيديم بالنكت والإستهزاءات ،على غرار أن الحاسيديم يؤكدون "أن الكومبيوتر يحول الأطفال الى حيوانات مفترسة" ، وأنهم لايجيزون استعمال التلفون النقال في الحمامات" مخافة أن يذكر أحد مستعمليه، إسم الله يدأب الحاسيديم على نقد الشخصيات والرموز العلمانية في الجيش والمحكمة العليا والسياسة والثقافة وغيرها . فهم يعتبرون المحكمة العليا رمزا للعلمانية التي تعارض قوانين التوراة.ولذلك ينتقدونها دائما، وظلوا لسنوات يهاجمون رئيسها الأسبق أهرون باراك والذي وصفوه بانه من اخطر الأعداء الذين واجههم الحاسيديم ، وقد وصفه السكرتير العام للحزب الحاسيديمي "دغل هاتوراه" بأنه عدو الشعب اليهودي.. وجاء في مقالة له عن اعضاء المحكمة العليا "أنهم أعداء الله واعداء الشعب اليهودي "كما أوضح وزير الداخلية الأسبق الياهو سوسيا وهو من حزب شاس أن بقاء المحكمة العليا يهين الحياة الدينية وشرع الله". وقد نشر رسم كاريكاتير في الصحف الإسرائيلية يمثل رئيس الحاخامين السفارديم الأسبق يوسف عوبادياه وهو يرفع ساطورا كبيرا ، يلوح به كأنه يريد أن يذبح به رئيس المحكمة اهارون باراك. كما ينتقد الحاسيديم السياسيين العلمانيين كشمعون بيريز واسحق رابين. وقد كتبت صحيفة هاشفوع التي تعني "الأسبوع" قبل اغتيال رابين بوقت قصير مقالة جاء فيها "إنه سيأتي اليوم الذي سيجلب اليهود فيه رابين وبيريز إلى قفص الإتهام في المحكمة وسيخيران بين خيارين اثنين فقط ، إما حبل المشنقة او مستشفى المجانين. قائلة أن هذين الشريرين إما أنهما أصبحا مجنونين أو أنهما خائنان حقيقيان . إن رابين وبيرس قد ضمنا مكانهما في الذاكرة اليهودية كاسوأ شريرين.وهما يشبهان المرتدين أو اليهود الذين كانوا يخدمون النازية. كما وصف الحاخام عوبادياه يوسف إيهود باراك عندما كان رئيسا للوزراء بأنه عدو اسرائيل، وهاجموا شولاميت الوني التي كانت وزيرة في حكومة رابين في تسعينات القرن الماضي هجوما عنيفا وهي كانت مؤسسة حزب "راتز"الذي يعني حزب حقوق المواطنين والذي انضم فيما بعد إلى حزب ميرتس العلماني. وشولاميت الوني ،الذي يضم نخبة من المعارضين الأشداء لسيطرة الحاسيديم ودورهم. وكانت قد قالت "إن اليهود المتدينين يغيرون اسرائيل إلى فاتيكان للشعب اليهودي ، ويدفعونه للعيش طبقا للتقاليد والشريعة اليهودية حيث تكون هناك تفرقة ضد المرأة والأقليات. وكل من هو ليس بيهودي يعامل مواطنا من الدرجة الثانية، ولايمكننا أن نوافق على ذلك .وقد أجبرالحاسيديم اسحق رابين على نقلها من وزارة التربية وهددوا باستقالة أحزابهم من وزارته في حينها بسبب تصريحاتها وكانت قد اضطرت حينئذ للاعتذارفي رسالة ارسلتها الى الحاخام يوسف عوبادياه وقد انتقدها العلمانيون على اعتذارها. "بيريز" و "رابين" كافران عند الحاسيديم يقوم الحاسيديم بالإستعدادات لبناء مدينة في شمال إسرائيل بين المدن العربية ، لمئة وخمسين ألف شخص ، ويعارض العلمانيون في المنطقة خطة بناء المدينة ، وكذلك لفلسطينيين العرب، حيث قدموا الكثير من الشكاوى للمنتظم لدولي ضدها. أكثر مايكون الإنتاج الثقافي من قبل العلمانيين موجها ضد الحاسيديم ، فمنذ السبعينات ألفت أكثر من ثلاثين مسرحية وعدد من الروايات كلها في نقد الحاسيديم ، وظهر سيل الكتب عن اليهود الحاسيديم في بداية التسعينات ، بعد أن أخذت الأحزاب الحاسيديمية تقوى وتؤثر . وكان من أوائل هذه الكتب كتاب للصحفي امنون ليفي عنوانه "الحاسيديم " نشر عام 1990م ، وأصبح الكتاب في حينه من أكثر الكتب مبيعا. والكتاب فيه نقد شديد للحريديم وسلوكهم ، ليس فقط نحو العلمانيين بل عن سلوكهم بين فئاتهم.(21) وقد أعطى هذا الكتاب لمؤلفه شهرة واسعة في إسرائيل ، ومنذ صدوره أصبح مؤلفه مشهورا يدعى كثيرا للتعليق على موضوع العلاقات العلمانية والدينية.. ومن الكتب التي اصبحت اكثر مبيعا كتاب صدر نهاية القرن الماضي باللغة العبرية ل سفي رتشلفسكي وعنوانه"حمور شل مشيح" "حمار المسيح" وهو كتاب ضخم يضم خمسمائة صفحة، حصلت "الأنباء المغربية " على نسخة منه، وكان عند صدوره في إسرائيل من أكثر الكتب مبيعا لفترة من الزمن وهو أمر غير معروف لكتاب بهذا الحجم. كما أنه نوقش وكتبت عنه العديد من الدراسات والمراجعات كثيرة لفترة طويلة واشتهر مؤلفه شهرة واسعة في اسرائيل. ويتتبع فيه المؤلف تاريخ نظرة اليهود المتدينين الى العلمانيين من موسى بن ميمون، اليهودي المغربي في القرن الثاني عشر وحتى رئيس الحاخامات الأخير في فلسطين الحاخام ابراهام كوك في العصر الحاضر.وهو يستدل في كتابه على أن هناك كرها متجذرا في نفسية المتدينين الحاسيديم للعلمانيين وحقدا عليهم ، وخاصة لليساريين منهم واعتبارهم ممثلون الشر. ويقول إنه ليس مصادفة أن يقتل اسحق رابين على يد متدين كما أن المتدينين ، ولفترة طويلة قبلوا العلمانيين على أنهم فقط خدم لهم يحضِرون لظهور المسيح المخلص. وطبقا لما وصفهم أحد الحاخامين المعروفين فإنهم حمير المسيح (في بعض الروايات اليهودية أن المسيح المخلص يأتي راكبا على حمار). ويقول المؤلف أن العلمانيين ينظر لهم من قبل المتدينين على أنهم حيوانات تخدمهم ، فهم يبنون المستشفيات ويحاربون ويحرثون الأرض من أجلهم إلى غير ذلك.ولأن المتدينين أصبحوا أقوياء الآن فإنهم لا يخشون من القول بانهم في يوم ما سيتخلصون من العلمانيين المتعبين المسنين الذين هم حميرلهم في إسرائيل. ولشدة قسوة الكتاب في نقده كانت هناك ردود كثيرة عليه من المتدينين ولكن العلمانيين فرحوا بصدوره حتى أن الشاعر المعروف ناثان زاخ قال "إن هذا الكتاب يجب أن يوضع في كل مكتبة". واليهود الحاسيديم من جانبهم لايتوقفون عن نقد العلمانيين والتشهير بهم في إعلامهم وهم دائما يطلقون على الشخص العلماني بانه غير يهودي وفاقد الهوية بل ويطلقون عليه صفة نازي. وغدت هذه الصفة تتكرر بكثرة حتى أنها اصبحت لاتثير في الشخص مايثيره معناها الأصلي بين اليهود.وهم يلتقطون حالات القتل التي يقوم بها العلمانيون وقضايا المخدرات والإدمان على الكحول على أنها من خصائص العلمانيين. ويرى ديفد البويم الذي قام بمسح لصحف الحاسيديم أن هذه الصحف تبالغ بالقضايا الهامشية عند العلمانيين وتذكر عنها أخباراً غير حقيقية ، وتستعمل مصطلحات تحقيرية ضدهم وتظهر مايقومون به على أنه شيئ في طبيعة هؤلاء. ومن جانب آخر تتميز صحف الحاسيديم بالرقابة الشديدة من قبل الحاخامين. وهناك لجنة خاصة تقوم بهذه الرقابة ، وبسببها فإن لغتها تتحاشى استعمال عبارات وكلمات معينة مثل كلمة الأيدز والتلفزيون وعبارة الصليب الأحمر وغير ذلك. ويقول البويم إن حرية الصحافة مفهوم غير معروف في صحافة الحاسيديم كما ان المحررين كما يقول لهم مفهوم آخر للحرية وهو" إن أتباعنا لهم حق عدم معرفة اشياء معينة" . ومن تجليات هذا الصراع الذي لايقل حدة وقوة عن الصراعات الأخرى. مناهج تدريسية متناقضة وتكفير ومن الأمور التي تجعل الإختلاف في السلوك واضحا ، هو قضية الإلتزام بيوم السبت. فالعلماني مثلا لايلتزم بمحرمات يوم السبت ، التي يلتزم بها الحاسيديمي ، فهو يسوق سيارته فيه ويفتح دكانه ومقهاه ويذهب إلى السينما أو المسرح ، إلى غير ذلك من أعمال بينما يحرم على الحاسيديمي أن يقوم بذلك. تكشف مناهج المدارس التي يدرسها طلاب كل مجموعة في إسرائيل، عن حدة الصراع التربوي بين العلمانيين والحاسيديم . لكون دراسة العلمانيين تتبع الطريقة المعروفة في الدول الأخرى في دراسة العلوم والاداب ولكن الحاسيديم الذين تسمح بإنشاء مدارسهم الخاصة بهم، يركزون كثيرا في مناهجهم على الجانب الديني وهي الحصة الأكبر في هذه المناهج ،وهي تزيد كثيرا على الحد الأدنى الذي تطلبه الحكومة من المدارس عامة. وتدرس مدارس الحاسيديم القليل جدا من العلوم الحديثة . ويرى العلمانيون أن تلاميذ هذه المدارس يدرسون موضوعات تشجع على التعصب الديني واحتقار العلوم اوالتفكير العقلاني ،وأن التعليم فيها ليس تعليما حقيقيا بالمعنى المعروف الذي يعني بمفهومه العام فتح عالم جديد من المعرفة امام التلميذ بل إن المعلمين يحشون أدمغة التلاميذ بأفكار دينية ثابتة لايحيدون عنها مأخوذة أساسا من التلمود. ويضيف هؤلاء إن مناهج هذه المدارس هي مناهج شريرة ومدمرة للإنسان فهي مثلا تدرس أن المرأة مخلوق نجس ، وأنها ليست بمستوى الرجل وهي أقل منه درجة وأدنى منه مرتبة ، وتدرس أن العرب هم بشر من الدرجة الثانية ، وأن الأديان الأخرى لاتستحق الإحترام وأن مناهج هؤلاء هي غالبا لعنة على الحرية الإنسانية والديمقراطية الإسرائيلية شارك