شارك تاج الدين المصطفى. حين نريد أن نتكلم عن مسار الديمقراطية بمصر، لابد من طرح السؤال التالي: هل عرفت مصر ديمقراطية فعلا؟. الجواب يقتضي منا وضع مصر في إطارها التاريخي و الموضوعي لنخلص إلى جواب واحد منطقي ، أن مصر منذ عقود من الزمن لم تعرف ديمقراطية ولم تكن لها مؤسسات تفعل الديمقراطية لأنها عرفت مؤسسات ديكتاتورية ماقبل الفراعنة إلى أن جاء الربيع العربي ليستطيع الشعب تغيير الرئيس ويلفظ بكلمة: ارحل..ارحل..يعني أن الشعب المصري استطاع أن يعبر عن رأيه محاولا تقرير مصيره. لذا، على الشعب أن يحافظ على هذا المكسب التاريخي لأنه تاريخيا، كان مقموعا وغير قادرا على أخذ المواقف الحاسمة سواء في عهد ماقبل الفراعنة أو أيام الفراعنة شديدو التحكم والتسلط وأيام المماليك وأيام سلالة الفاروق وأخيرا أيام الضباط العساكر من محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك هذا من جهة ومن جهة أخرى فالشعب المصري قليل السياسة و منهمك في الفن والثقافة و أرقصني على واحة ونصف . حيث يتبين بأن الحكم عبر التاريخ كان أحاديا من طرف الحاكم وليس ثنائيا : الحاكم والشعب معا مايقع في الدول الديمقراطية. الثورة المصرية الأخيرة هي شبه حقيقية لكنها عرجاء ولم تكتمل لأن النظام العسكري بمصر معروف بعناده وشراسته لايريد التنازل عن عرشه فأعدم الثورة قبل نجاحها. ولأول مرة استطاع الشعب أن يزيح الرئيس العسكري واستطاع أن يختار رئيسا من الشعب عن طريق صناديق الاقتراع وهو الدكتور محمود مرسي من حزب العدالة والحرية الاجتماعية بحوالي أكثر من ثلاثة عشرة مليون صوت لكن نظرا لولاء العسكر المصري للهيمنة والقوة الأمريكية وحلفائها، قام بانقلاب غير شرعي للانقضاض على السلطة وبالتالي وضع مشنقة للديمقراطية المصرية التي كانت ستولد سليمة لكن أعلنت الفشل بعد عام ونصف، هذا الفشل كان سببا في قتل ألاف الأبرياء وإعدام الأتقياء، مما يجعلنا طرح سؤال كبير: أين سنجد مستقبل مصر؟ بل أين ديمقراطية مصر؟. وعليه، الديمقراطية حسب المفهوم اليوناني هي حكم الشعب على الشعب، والديكتاتورية هي حكم الحاكم على الشعب، فأين سنموقع مصر التي تعتبر نفسها أم الدنيا؟؟؟. شارك