محمد القنور . عدسة : م السعيد المغاري القصري. “صْنَايْعِيَّة بْلا جْلالَة” جمعية “البصر” تتوحد مع “دار بلارج” للإهتمام بالعيون المبدعة للحرفيين المراكشيين. محمد القنور . عدسة : م السعيد المغاري القصري. في إطار إنفتاحها عن المحيط الخارجي، وبشراكة مع مؤسسة “دار بلارج ” نظمت ” جمعية البصر” لمحاربة ضُعف البصر والعَمى، المكونة من طرف العديد من الأطر الطبية المختصة حملة كشوفات طبية على العيون لفائدة الحرفيين والصناع التقليديين بمراكش،على خلفية التصدي لأمراض العيون وضعف البصر الذي يطال مجموعة من الحرفيين التقليديين بالمدينة الحمراء، خصوصا وأن هذه الشريحة الاجتماعية لاتزال تعاني الفقر و التهميش ٬ و في غالب الأحيان تقطن القرى و المداشر، مما يجعل إستطاعتها على المتابعة الطبية أمرا مستعصيا نتيجة الدخل المحدود ووضعيتها المعوزة.. هذا، وقد جاءت العملية في سياق شبكات العلاقات الوظيفية والتداولية التي نسجتها مؤسسة “دار بلارج” مع العديد من الهيئات المهنية والقطاعات الإنتاجية محليا وجهويا ووطنيا، والتي وصفت من طرف المراقبين للشأن التنموي بالعلاقات المثمرة والبناءة التي تهدف لتحسين الوضعيات المجالية والبشرية للفئات الهشة بمراكش عموما ، ومن ساكنة تراب مقاطعة المدينة على وجه الخصوص . من جهتها أبرزت مها المادي،مديرة مؤسسة “دار بلارج” في تصريح خصت به “مراكش بريس” أن عملية “البصر” ترمي إلى الإهتمام بحرفيي ومعلمي قطاع الصناعة التقليدية ٬التي تأتي في المرتبة الثانية بعد قطاع الفلاحة من حيث إستقطابها لليد العاملة، وكأحد أقطاب رحى الإقتصاد الإجتماعي المحلي الوطني. وأفادت المادي أن الحملة الطبية “البصر” التي يتم تنظيمها خلال فترة زمنية ما بين أربعة إلى عشرة أيام، تسعى إلى تيسير الولوج للفحص الطبي والخدمة الإستشفائية للفئات الاجتماعية المحرومة وتسهيل وُلُوجها مجانا لخدمات طبية بصرية بكفاءة عالية ٬وتوطيد اندماجها الاجتماعي دون المس بكرامتها الإنسانية ،والحفاظ على عيون الطاقات الحرفية والمحترفة الفنية التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية بمراكش ٬ وما يشكله من ثقل التراثي يبرز عمق الآصالة الحضارية المغربية، ومن أجل الحيلولة دون الإختفاء التدريجي لعديد من المهارات الحِرفية الأصيلة المعتمدة على دقة البصر كالنقش على النحاس والزخرفة بالزليج والفسيفساء، وفنون التطريز على الجلود والأقمشة والسجاد ، وفنون صياغة المعادن النفيسة،كالذهب والفضة ٬وكلها حرف انتقلت من الأجداد إلى الأباء عبر قرون متعاقبة ٬غير أنها باتت مهددة نتيجة شيوع أمراض العيون تحت وطأة الاستدامة الحرفية اليومية المبنية على التحديق البصري، وانتشار مرض “الجلالة” وضعف القدرة الشرائية الطبية والإستشفائية للحرفيين المعلمين، مما صار يؤثر على جودتها من جهة، ويتهدد نقل هذه الصنائع من الآباء إلى الأبناء من جهة ثانية . هذا، ورغم كون مرض ” الجْلالَة، ومرض”الرمد” ” من الأمراض المرتبطة بمرحلة الكهولة ٬ إلا أنها تعتبر من الأسباب الرئيسية لضعف البصر و العَمَى لدى الصناع التقليديين بمراكش خصوصا وبعموم المدن المغربية ٬وهو ما جعل بعض المْعَلمين المصابين بهذا المرض ٬ غير قادرين على مزاولة حِرفهم ، وتعليم الناشئة من “المتعلمين” لضمان استمراريتها.