الكاتب الصحفي عبد الكبير الميناوي يحصي أنفاس جامع الفنا./ كتب : محمد القنور. نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش مؤخرا، في إطار برنامج “سنقرأ”، لقاء ثقافيا احتفائيا بكتاب “ساحة جامع الفنا : أية هوية ؟ أي مستقبل ؟”، للكاتب عبد الكبير الميناوي. ويرصد المؤلف الزميل عبد الكبير الميناوي، من خلال نصوصه، التي سبق أن نشرت في الفترة مابين 2005 و 2011، التحولات التي تعرفها ساحة جامع الفنا الشهيرة، من خلال التوقف عند أسماء معروفة، مثل الكاتب لإسباني خوان غويتصولو عاشق الساحة الأبدي، والحكواتي محمد باريز، وبعض “الحلايقية” على غرار الرايس وبن لحسن، إضافة إلى حصر ذاكرة أمكنة مشهورة مثل مقهى “فرنسا” وساحة “مراكش بلازا”، مع العودة إلى كتابات أرخت لماضي ساحة جامع الفنا ، سواء من طرف كتاب أجانب، ك إلياس كانيتي وكلود أوليي وأدونيس، أو مغاربة، مثل سعد سرحان ومحمد أيت لعميم وأحمد متفكر وعبد الرحمن الملحوني، وياسين عدنان وغيرهم.لينفتح الكتاب عن نصوص الكتاب على سؤال مستقبل الساحة، آخذة بعين الاعتبار معطى تصنيف فضائها الثقافي، من طرف منظمة اليونسكو، “تحفة من التراث الشفوي واللامادي للإنسانية”. يبدأ الكتاب بنص “الطريق إلى جامع الفنا” ليختتم بنص “مراكش .. بلازا”، الساحة الحديثة، في إشارة تحمل أكثر من دلالة هوياتية وزمنية ، تختزل الوجه الجديد والحداثي الذي صار لمدينة الرجال السبعة ... المدينة التي استهوت التشكيليين والمسرحيين والسينمائيين والأدباء والمفكرين المغاربة والأجانب، قبل المقاولين، والسياسيين والرياضيين، عبر تاريخها المتنوع والمتعدد الواجهات ، فأرخوا لمرورهم منها. كمدينة تتوالي على سرد قصصها ومواقفها الأيام والسنوات، فيما تعدل المدينة من مشيتها، قليلا أو كثيراً. مراكش التي يهيم بها سياح الداخل والخارج، على حدٍّ سواء. كلٌّ يأتيها كما يقول الكاتب الميناوي من حيث اشتهى ورغب ، في إستمرار بادخ للحكايات مع المكان والحياة. مؤلف يحاول الكاتب الزميل عبد الكبير الميناوي من خلاله إحصاء أنفاس المدينة الحمراء في تقاطعات مكانية متباينة وسياقات أسلوبية فاتنة، تعكس إنجدابه بالبعد الثقافي والإنساني والحضاري للمدينة، وهيامه اللامحدود بالحمراء التي باتت تتلقف كل كؤوس العولمة المضرجة بالحداثة والإنفتاح والإنكماش والتماهي والإمتدادات اللانهائية في الأطياف والألوان والشخوص، في لغة سهلة ممتنعة وإنسيابات سلسة تلامس بمعانيها كافة الواجهات .