مؤلف للكاتب والصحفي عبد الكبير الميناوي يرصد تحولات الساحة المغربية الشهيرة يوم الأربعاء 28 دجنبر بمتحف دار السي اسعيد بمراكش : احتفاء بمؤلف "ساحة جامع الفنا : أية هوية ؟ أي مستقبل ؟" مراكش المسائية العربية : ينظم اتحاد كتاب المغرب _ فرع مراكش، بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش واتحاد القانونيين من أجل العدالة والمواطنة، لقاء ثقافيا احتفائيا بكتاب "ساحة جامع الفنا : أية هوية ؟ أي مستقبل ؟"، للكاتب والصحفي عبد الكبير الميناوي، وذلك يوم الأربعاء 28 دجنبر الجاري، بمتحف دار السي اسعيد بمراكش، بداية من الساعة الرابعة بعد الزوال. يرصد الكتاب، من خلال نصوصه، التي سبق أن نشرت في الفترة مابين 2005 و 2011، التحولات التي تعرفها الساحة المغربية الشهيرة، من خلال التوقف عند أسماء معروفة، مثل خوان غويتصولو ومحمد باريز، وغير معروفة مثل الرايس وبن لحسن، وأمكنة مشهورة مثل مقهى "فرنسا" وساحة "مراكش بلازا"، مع العودة إلى كتابات أرخت لماضي الساحة، سواء من طرف كتاب أجانب، مثل إلياس كانيتي وكلود أوليي وأدونيس، أو مغاربة، مثل سعد سرحان وياسين عدنان وعبد الرحمن الملحوني وعبد الرحمن الرزقي والنقيب ابراهيم صادوق، وغيرهم. بين الماضي والحاضر، تنفتح نصوص الكتاب على سؤال مستقبل الساحة، آخذة بعين الاعتبار معطى تصنيف فضائها الثقافي، من طرف منظمة اليونسكو، "تحفة من التراث الشفوي واللامادي للإنسانية". ينطلق الكتاب بنص "الطريق إلى جامع الفنا" وينتهي، في إشارة تحمل أكثر من دلالة، إلى نص "مراكش .. بلازا"، الساحة الحديثة، التي تلخص الوجه الجديد والحداثي الذي صار لمراكش ... المدينة التي استهوت، على مدى تاريخها، الشعراء والكتاب، كما سحرت الفنانين، فأرخوا لمرورهم منها. مراكش، حيث تتوالي الأيام والسنوات، فيما تعدل المدينة من مشيتها، قليلا أو كثيراً. مدينة يهيم بها سياح الداخل والخارج، على حدٍّ سواء. كلٌّ يأتيها من حيث اشتهى ورغب : الشعراء والمقاولون، السياسيون والرياضيون، الفقراء والأغنياء، المُبدعُون والمُدّعون... لكلٍّ حكايته مع المكان والحياة. مراكش الحمراء، التي تساءل، بصدد تحولاتها، الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، قائلا : "مرّاكشُ الحمراءُ تُبنى الآنَ / عالية / وعاصمة / فهل نحن الحجارة؟" : جملة شعرية "لعينة" (وسؤال حارق) ختم بها الكتاب صفحاته .. الكتاب الذي نقرأ على ظهر غلافه : "لاسم ساحة جامع الفنا، بمراكش، وقْعٌ خاصٌّ في نفوس هواة السفر والسياحة. هي ساحة يصعب تعريفها، أو تقديمها لمن لم يسبق له أن تجول عبر تفاصيلها. كما أنها، قبل أن تكون فضاء للفرجة والأكل والتسوق، هي رمز وعنوان يقدم لتاريخ من الأحداث والأسماء. بين الماضي والحاضر، تتابع ساحة جامع الفنا حكايتها مع الزمن، ومع التحولات المتسارعة من حولها. وسواءٌ تعلق الأمر بالماضي الجميل، مع "الصاروخ" و"باقشيش" و"عمر مخي" و"دكتور الحشرات" و"فقيه العيالات"، وغيرهم، أو بالحاضر المرتبك، فإن الغاية تبقى هي تقديم فرجة يومية تجعل من جامع الفنا، ساحة مفتوحة على مستقبلها، في وقت ينبه ويحذر فيه كثيرون من خطر التفريط في رمزية الساحة وصيتها التاريخي والإنساني. ليس من رأى ساحة جامع الفنا كمن سمع أو قرأ عنها، هي التي ظلت تغير جلدها باستمرار، وهو تغير يكاد أن يحولها، اليوم، إلى مطعم شعبي كبير، مفتوح في الهواء الطلق، مع أن اليونسكو صنفت فضاءها الثقافي "تحفة من التراث الشفوي واللامادي للإنسانية"". يتضمن الكتاب، الذي تتصدر غلافه صورة جميلة للساحة الشهيرة، 11 نصاً، هي : "الطريق إلى جامع الفنا"، و"الراس الكبير : 70 درهم .. الراس الصغير : 60 درهم"، و"99 تفاحة وغرابٌ أسود"، و"غولف جامع الفنا"، و"جامع الفنا .. بالأبيض والأسود"، و"نص يتناسل في نصوص"، و"خوان"، و"طبيب أسنان .. الساحة"، و"نص .. نص"، و"جودار .. ولد الحاج عمر"، و"مراكش .. بْلازا". ويقع الكتاب، الذي صدر عن المطبعة والوراقة الوطنية، بمراكش، في 80 صفحة، من القطع المتوسط، وأخذ صورة الغلاف عبد الرحمان المختاري، فيما صمم الغلاف جلال المتصديق.