في سياق انخراطنا كإعلاميين ومثقفين من خلال “مراكش بريس” في التحولات التي تعصف بكل شيء “انتهت صلاحيته” وفي أفق الدستور الجديد ، المعد من المغاربة والمحدد من المغاربة والموجه للمغاربة، والذي يقدم أرضية عملية للتطور والحداثة و الحرية والإختلاف كنموذج سباق على مستوى في سياسات الوطن العربي، والعالم الإسلامي . لايسعنا إلا أن نثمن الفصول الجديدة والمتنوعة داخل المتن الدستوري، والتي من شأنها أن تحرر العقل والوجدان واللسان والملكات الوطنية وتفتح آفاقا جديدة للإبداع والتجديد، وهي مناسبة نعلن فيها “داخل مراكش بريس” عن تضامننا اللامشروط مع هذه الأفكار والمقومات والمضامين التي جاء بها مشروع الدستور المقترح، ومؤشراته الحاملة لرياح التغيير وتوزيع الثروات في مجتمع حر وديمقراطي عادل .والإصلاح ضد كل جيوب الفساد التي تسعى إلى إجهاضه والالتفاف حول نبل مقاصده جوهرها؛ كما نؤكد تضامننا مع كل ملامح العدالة الإنتقالية التي يؤشر عليها مضمونه ، وتوطين ثقافة المسؤولية والمحاسبة قصد اجتثاث جذور الفساد الإنتخابي والإعلامي والإداري والديني البارز في التطرف والغوغائية وإدعاء الأحلام واليقظات. إلى ذلك، نؤكد كإعلاميين ومثقفين ان المتن الدستوري المقترح يحمل في طياته سيرورة إعلامية وثقافية انتقادية نَفخرُ بالانتماء إليها غير مفصولة أو معزولة عن تطلعات الشعب المغربي ومطالبِهِ العادلة ،وتشبته بهويته وثوابثه ومقدساته، والقطع مع كل أشكال الفساد الثقافي والإعلامي والسياسي والاجتماعي وكل ما يساهم في تعطيل الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ؛ والإعلام الجهوي وإمتلاك رؤية واضحة للتدبير الثقافي والإجتماعي والسياسي ، وتثمين كل الجهود الداعية إلى الإنصات و الحوار مع الإعلاميين والمثقفين بجهة مراكش تانسيفت الحوز وبعموم ربوع المملكة ، وعدم تجاهل أوتهميش كل فعل ثقافي متنوّر من شأنه أن يمدّ مجتمعنا بقيم تساعده على حلّ الكثير من المعضلات التي تقف أمام تبلور صناعة إعلامية صحفية إحترافية متطوّرة ، تكون مشتل إقتراحي ، وتدعم كل الإنتاجات الفنية والفكرية.المتعددة الآفاق مركزيا وجهويا،مع توطين أعمال رموز الإعلام والثقافة والفكر المغربي.
أمام هذا الوضع التاريخي الذي دخلته بلادنا من الباب الواسع، ندعو في “مراكش بريس” كافة الإعلاميين والصحفيين والمثقفين بجهة مراكش تانسيفت الحوز وبعموم المملكة إلى إتخاد الموقف الإستشرافي الصحيح، والقويم الواضح والتصويت على الدستور الجديد ب “نعم” مؤكدين على رغبتنا البناءة في التغيير والانخراط في الدينامية المجتمعية النبيلة موجهين نداءنا الى كافة الفاعلين الإعلاميين والثقافيين للإنضمام الى هذا الفعل الاستثنائي التاريخي، قصد تحصين قيم المعرفة والحرية والتعددية والديموقراطية والتقدم والحداثة بمملكتنا العتيدة. والرفع من مستوى الإعلام الجهوي والثقافة باعتبارهما مجالا لتمتين هويتنا وحصانةً لتنوعنا الحضاري والثقافي الذي تؤطره الوحدة والضامن لحقوق الإنسان والتنمية البشرية والجهوية الفاعلة. والمضي في تأهيل التعليم لأنه يمكن من بناء أجيال مرتبطة بثقافتنا وبالمعارف الجديدة المواكبة لروح العصرفي مختلف التخصصات، باعتبار المثقفين فاعلين ومنتجين أساسيين في مجالات التاريخ والجغرافيا والفلسفة والعلوم الإجتماعية والدراسات الأدبية والفنية؛ وتطوير مدارج وأنواع البحث العلمي ، لكونه قاطرة أساسية للتنمية، فبدونه لا يمكن استكمال تحقيق خصوصيتنا ونهضتنا المنشودة، كما أنه إعتمادا على مقدماته النظرية وأبحاثه الميدانية والتحليلية المتباينة يمكن للبحث العلمي أن يساهم في تصور السياسات والبرامج العامّة لقطاعات حيوية كالفلاحة والتجارة والصناعة والصحة الإنجابية وعلوم التغدية والصناعة التقليدية والمواصلات والثرات والسياحة والصيد البحري والمقاولات الصغرى والأفق التعاوني والسكن الإقتصادي وغيره بفاعلية ومسؤولية. ولكون الإعلام هو مِرآة الديمقراطية والوسيلة التي بها يتم تعميم الوعي وإشاعة قيم العدل والاعتزاز بالذات وبالمنتوج الثقافي المغربي ، وخلق سبيل تواصل فعال ومؤثر وخلاق بين مختلف الشرائح الاجتماعية. دفاعا عن هذه المرافق التي تتكامل وتغني مدارات التدبير الإعلامي، وتعميّق الاختيارات التي يحتاجها مغرب اليوم، ومغرب الغد إنشاء الله وهي غير منفصلة عن الآفاق السياسية والاجتماعية والإقتصادية التي فتحها مشروع الدستور الملحة؛ نُطالب كل الإعلاميين والمثقفين بجهة مراكش تانسيفت الحوز أن يجهروا ب لا للفساد السياسي لا للإقصاء الاقتصادي لا للتهميش الاجتماعي لا للتضليل الثقافي. نعم للدستور الجديد لأنه يعطي الأهمية والأولوية للمطالب الإعلامية والإقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لإنجاح الإصلاحات الكبرى، وفرصة لتحويلها من مجرد أفكار إلى واقع ملموس، وتحقيق الرهانات التي يتوق إليها المغرب والمغاربة بإرساء قيم التحديث والديموقراطية وإشباع حاجات المغاربة في الحياة الكريمة والخلاّقة .