تحت شعار توطيد سياسة القرب لتحسين جودة الحياة نظمت مقاطعة جليز بمراكش فعاليات ربيع القرب، حيث تتميز هذه الدورة بمجابهة العديد من الأسئلة التنموية الأساسية التي تتمثل في إحداث آليات مؤسساتية حديثة، كفتح مركز التوجيه والخدمات لمقاطعة جليز يقوم بدور الوسيط بين الأشخاص في وضعية صعبة وكافة المتدخلين المحليين، وخلق مجلس الشباب لمقاطعة جليز، ومجلس المسنين بذات المقاطعة... تضمن مساهمة الساكنة في وضع مخطط المقاطعة وتدبيره وتقييم وقع نتائجه على حياتهم. على واجهة أخرى، يرمي ربيع القرب في طبعته الثانية، إلى إنشاء مدارس رياضية بالملاعب الرياضية لفائدة الأطفال، والشباب والنساء.وتنظيم الجامعة الشبابية السنوية لمقاطعة جليز،وتنظيم الملتقى السّنوي لجمعيات ووداديات مقاطعة جليز قصد تطوير العمل التشاركي بين المقاطعة والساكنة والفاعلين في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. من جهة أخرى، تعرف فعاليات ربيع القرب القيام بتدخّلات خدماتية وتنشيطية تتمحور حول مواصلة صيانة البنية التحتية وتحسين الخدمات وإحداث مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية وترفيهية بتراب المقاطعة ودعم مقدرات ناشئة: فاعلة ومبدعة ورياضية... قصد بناء ثقافة مواطنة قادرة على تنمية المجال وإدماج كافة الشرائح الاجتماعية. والواقع، أن ربيع القرب لمقاطعة جليز، يعود مستفيدا من تجربة تأسيسية عايش فِعْلَها ساكنة المقاطعة، واستطاع المجلس من خلالها فتح أوراش وإعمال مقاربات وشحذ همم وموارد كفيلة بترسيخ تنمية مجالية، قادرة على توطيد ثقافة المواطنة لتحسين جودة الحياة. إلى ذلك، أبرزت الدكتورة زكية لمريني رئيسة مقاطعة جليز،أن فعاليات ربيع القرب تأتي في سياق تأكيد مجلس المقاطعة على انخراطه الكلّي في أهداف الميثاق الجماعي، التي تهدف إلى تفعيل سياسة القرب، والقيام بالأعمال التي من شأنها إنعاش الرياضة والثقافة والبرامج الموجّهة للطفولة والنساء والمسنّين والمعاقين أو الأشخاص الذين يوجدون في وضعية صعبة. ويشارك أيضا في التعبئة الاجتماعية وتشجيع الحركة الجمعوية، وفي اتّخاذ المبادرة لإنجاز مشاريع التنمية التشاركية وأوضحت المريني أن فعاليات ربيع القرب يأتي ليفتح ورشا تنمويا متفاعلا مع صحوة جيل جديد وللتجاوب مع الحاجات المتجدّدة، ينفتح على مختلف مكونات المجتمع المدني وعلى برامجه وإسهاماته، لتقوم بأدوارها في الاقتراح والتأطير والتنظيم وتكريس مسلكيات العمل النبيل. وأضافت المريني أن مجلس المقاطعة لا يتصوّر انبثاق أيّ مشروع تنموي بعيدا عن امتداده الطبيعي في أجيال الغد، وعن انخراط الفاعلين الاجتماعيين في رعايته وصيانته وتجسيده وتتبّع أشغاله. وإرتباطا بالموضوع، يتميّز ربيع القرب الثاني لمقاطعة جليز،بالإضافة إلى تدخّلاته الخدماتية والتنشيطية، بإحداث آليات مؤسساتية جديدة، مواصلة صيانة البنية التحتية وتحسين الخدمات على غرار تقوية الشبكة الطرقية والتدخّل لتحسين شبكة التطهير السائل، وخدمة جمع النّفايات، الصيانة الدائمة للإنارة العمومية، العناية بالمساحات الخضراء، تزيين الأحياء بالشجيرات، تطوير وتوسيع خدمات النقل العمومي، وتعميم علامات التّشوير الطّرقي وتسمية الأزقة والشوارع،تحرير الأرصفة الخاصة بالراجلين... كما تتميز الدورة الثانية لربيع القرب إحداث مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية وترفيهية بتراب المقاطعة أهمها قاعة مغطاة جديدة بالحي المحمدي، ومركب رياضي بغابة الشباب، ومجموعة ملاعب رياضية ومسابح القرب، ذات مواصفات حديثة، وعدد من دور الجمعيات، ورياض للأطفال، وعدد من حدائق القرب، المجهزة بألعاب للأطفال... فضلا عن وضع إستراتيجيات لإنعاش المجالات الثقافية والمساهمة في تقويتها وتنظيم معرض الإبداعات الفنية والأدبية للشباب.وتنظيم معرض للكتّاب والمبدعين، والمساهمة في عقد منتديات إبداعية ولقاءات أدبية شهرية، والمساهمة في تنظيم المهرجان الدّولي السابع للمسرح، وتنظيم اليوم العالمي للموسيقى والمساهمة في تنظيم مهرجان النحت على الشجر، والمساهمة في تنظيم مهرجانات فنون الدّقّة والهواريات والأغنية الوطنية وموسيقى الشباب، وتنظيم مهرجان رمضان مقاطعة جليز، الذي سيحفل بكثير من الأنشطة الثقافية والتثقيفية والدينية والفنية والرياضية والترفيهية...الاحتفال بيوم المسن، وتنظيم ندوة في موضوع وضعية النساء المعيلات لأسرهن (الأرامل والمطلقات) و حلقات تكوينية للشباب في مجال الوقاية وتقديم الإسعافات الأولية... إلى ذلك، هدفت الدورة الثانية إنعاش المجالات الرياضية والمساهمة في توسيع ممارستها من خلال تنظيم دوري المقاطعة في كرة القدم ( كبار، صغار، نساء)،ودوري المؤسسات في كرة القدم المصغرة ،ودوري للملاكمة لفائدة الفئات الصغرى،ودوري اللايت كونتاكت النسوي،ودوري الكراطي للصغار والكبار،ودوري في السباحة لجميع الفئات، وتنظيم حفل استعراضي لفنون الحرب في الهواء الطلق وتنظيم سباق على الطريق لفائدة جميع الفئات، وتنظيم مقابلة استعراضية في كرة السلة لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة،وتنظيم ماراطون لفائدة النساء بمناسبة اليوم الوطني للمرأة... وفيما يخص التعبئة الاجتماعية والاقتصادية تهدف الدورة الثانية لربيع مراكش،خلق شراكات مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والجامعة وجمعيات المجتمع المدني ذات الصلة، وخلق وتفعيل دور مراكز الاستماع، وضمان الأمن والسلامة أمام المؤسسات التعليمية، وتعميم دور الحضانة والتعليم الأولي، والمساهمة في تنظيم دروس التقوية لمختلف تلاميذ الأسلاك التعليمية...خلق شراكة مع وزارة الصحّة العمومية، قصد إحداث مركز لمحاربة الإدمان ومعالجة آثاره النفسية والسيكولوجية، والقيام بحملة طبية لاستئصال الجلالة والظفر، بالنسبة لمن استفاد من حملة الفحص الطبي في برنامج ربيع القرب الأول... في سياق آخر، إستشرف برنامج الدورة الثانية لربيع القرب إلى المساهمة في تشجيع الأنشطة الموازية والترفيهية، وخلق وتفعيل شراكات مع المندوبية الجهوية للشبيبة والرياضة ومع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والجمعيات ذات الصلة، من أجل تنظيم ثلاث مخيّمات ترفيهية وثقافية: مخيّم القرب داخل الأحياء، والمخيّم الصيفي، والمخيّم اللّغوي، وتنظيم صبحيات لأطفال الأحياء الشعبية ودور الرعاية الاجتماعية، وتنظيم زيارات وخرجات خاصّة للأطفال والمسنين للمواقع الأثرية وللمعارض المنظمة في المدينة،وتنظيم زيارات ميدانية خاصة بالتلاميذ لمقرّ مقاطعة جليز، قصد تقريبهم من تدبير الشأن المحلي.ومد جسور التواصل مع الشباب والجمعيات والوداديات السكنية، كأولوية تكتسي طابع إستباقي في مخطط مجلس مقاطعة جليز. إلى ذلك، أكدت أمينة أيت إبراهيم عضو مجلس مقاطعة جليز أنه اعتبارا ليقين المنتخبات والمنتخبين بمجلس مقاطعة جليز من أنّ انتعاش الشعوب وتجدّد الحضارات لا يكتملان سوى بسيادة مجموعة من القيم والسلوكات البشرية، القادرة على الاستمرار والانسجام عبر أجيال مختلفة وحقب متباينة، فإنهم يتوخّون من تنظيم الجامعة الشبابية لمقاطعة جليز، ائتلاف تمثيلية حقيقية لمختلف الشرائح الفكرية والجنسية والسياسية والمجتمعية الشبابية، وإسهامها في بلورة هدفين أساسين يكمنان في خلق فضاء للتفاعل والحوار المنظّم حول دور شباب وشابّات المقاطعة في بناء التنمية المحلية وخدمتها، والاهتمام بالشأنين العامّ والمحلّي.ثم تشكيل مجلس الشباب لمقاطعة جليز، وتكليفه باقتراح المشاريع الخاصّة بشريحته العمرية، وتتبّع مسارات إنجازها. وأفادت أمينة أيت إبراهيم أن تنظيم الملتقى السّنوي لجمعيات ووداديات مقاطعة جليز مع مختلف المتدخّلين والفاعلين بها، لأنّ التنمية المحلية تقوم على إحساس السكّان بالانتماء إلى مجال عيشهم، ولأنها تقوم أيضا على تفعيل أدوار الحكامة، وجعلها أداة لضبط وتوجيه وتسيير التوجهات الاستراتيجية الكبرى، وتشجيع التشارك بين المسيّرين والعاملين والمتدخّلين. فإنّ مجلس مقاطعة جليز ليتوخّى من تنظيم الملتقى السنوي لجمعيات ووداديات جليز مع الفاعلين والمتدخّلين، توجّه جمعيات المجتمع المدني والوداديات السكنية نحو حوار مثمر فيما بينها، مع المقاطعة ومع المصالح الخارجية، ترمي إلى التعريف ببرامج ومجالات عمل وتدخّل المجتمع المدني داخل مقاطعة جليز، وخلق فضاء للتداول والحوار المنظّم حول مساهمة المجتمع المدني مع المقاطعة وباقي الفاعلين في تحسين جودة حياة ساكنة مقاطعة جليز، وعقد شراكات عمليّة بين الجمعيات والمقاطعة والمصالح الخارجية والقطاع الخاصّ، تروم الفعل الإيجابي في مسار التنمية المحلية وخدمة الساكنة. حسن حمدان