قامت الشرطة الإقليمية لمدينة "ليل" الفرنسية بفتح تحقيق حول سلسلة مطاعم "كويك" التي لا تقدم سوى اللحوم الحلال في مطاعمها التي تتعامل مع أعداد كبيرة من الزبائن المسلمين ومعظمهم جزائريين ومغاربة. فبعد قضية منع الحجاب في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية ومشروع منع النقاب الذي تقدم به "جاك ميار" النائب عن الحزب الحاكم في فرنسا ومحضر منع المآذن في سويسرا، جاء الدور على لحوم الحلال، وبهذا تكون الحملة ضد الإسلام والمسلمين واضحة وضوح الشمس. التحقيق حسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية فتح بناء على شكوى أودعها عمدة "روبي" الذي ينتمي أصلا إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي لدى الشرطة المنافسة لسلسلة "ماكدونالدز" العالمية بعد انتقالها للالتزام باللحوم المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية في ثمانية من فروعها البالغ عددها 350 فرع، وفي هذا السياق قال فرانك برتون محامي رئيس بلدية "روبي" لوكالة الأنباء الفرنسية "أن سلسلة "كويك" أصبحت تميز بين المسلمين والفرنسيين فكيف تجبر الناس في "رويبي" على التوجه إلى أماكن أخرى لشراء لحم الخنزير". وقال العمدة رينيه فانديريندونك لوكالة "الاسوشيتد برس" انه يطالب مطاعم "كويك" بتقديم خيارات متعددة "تستجيب لأذواق أوسع شريحة ممكنة من الزبائن". وأضاف فانديريندونك انه "من غير المقبول استثناء خيارات لا ترضي أذواق المسلمين مستثنية غير المسلمين من حساباتها". يذكر أن مطاعم "كويك" شهيرة ومنتشرة جدا في عدة بلدان أوروبية منها فرنسا وبلجيكا وتنافس أكبر مطاعم الوجبات السريعة مثل برجر كنج وماك دونالدز. وتشير التقارير إلى أن سوق منتجات الحلال ينمو بشكل سريع في فرنسا وبخاصة لدى شرائح الشباب في مناطق ذات كثافة سكانية إسلامية. من جهته، قال وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير لصحيفة الفيجارو أن "حجب كل ما ليس حلال من مطاعم مفتوحة للعامة يجعلها تميز على أساس طائفي أو ديني وهذا يتنافى مع مبادئ الجمهورية الفرنسية". في المقابل، قال عباس بندلي مدير التسويق لدى شركة سوليس الباريسية أن قرار "كويك" ليس إلا "محاولة تجارية لمنافسة المطاعم الصغيرة الأخرى التي أصبحت منتشرة بكثرة والتي تقدم لحم الحلال استجابة لمتطلبات 5.5 مليون مسلم يعيشون في فرنسا".