يبدو أن الاتحاد الأوروبي وخاصةاسبانيا قد فشلا في إقناع العاهل المغربي الملك محمد السادس بحضور القمة الأوروبية - المغربية في غرناطة يومي 7 و8 أذار/مارس المقبل، في حين تحاول فرنسا لعب دورالمخاطب الأوروبي الرئيسي للرباط وفي تهميش تام لمدريد. وترغب مدريد في حضورالملك محمد السادس القمة الأوروبية - المغربية الخاصة بالوضع المتقدم للمغرب ضمن مايعرف بسياسة حسن الجوار للرفع من مستوى العلاقات بين الطرفين، لاسيما وأن هذهالميزة تمنح لأول مرة لبلد من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. وعلمت القدسالعربي أن القصر الملكي المغربي لم يكن قد حسم في المشاركة خلال الأسابيع الماضيةوتركها رهينة بالتطورات، وتأكد هذه الأيام أن الملك محمد السادس لن يحضر إلى غرناطةوقد يعوض غيابه باستقبال مسؤولين أوروبيين في الرباط في حدث شبيه بالقمة التي ستكونفي غرناطة. وعلمت القدس العربي أن سببين وراء غياب الملك محمد السادس، الأولطبيعة الملك الذي يحبذ الأجندة الداخلية مثل تدشين المشاريع في مختلف الأقاليم بدلحضور اللقاءات والمؤتمرات الدولية، وهو قد تغيب عن عدد من القمم العربية. والسببالثاني للغياب ربما يعود إلى احتمال قيام تظاهرات واحتجاجات في المدينة ينظمهاأنصار البوليساريو واليسار الإسباني الذي يعادي كثيرا المغرب، إذ ان أزمة الناشطةالصحراوية أميناتو حيدر مازالت حاضرة لدى الرأي العام الإسباني. وفي حالة حصول هذا،فستغطي الاحتجاجات على الزيارة الملكية وأهمية القمة. وفي غياب الملك، فمنالمنتظر أن يكون الوفد المغربي ضخما بقيادة الوزير الأول عباس الفاسي. ومن جهةأخرى، فرغم أن اسبانيا هي صاحبة مبادرة القمة في محاولة منها لتكون مخاطبا أوروبياللمغرب، فيبدو أن فرنسا لن تتخلى عن هذه الفضة خاصة وأنها تعتبر نفسها بمثابة عرابالعلاقات الأوروبية-المغربية. فقد قام وزير الدولة الفرنسية المكلف بالشؤونالأوروبية بيير لولوش بزيارة إلى المغرب خلال الأيام الماضية، وبحث مع المسؤولينالمغاربة وخاصة وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري تطور العلاقات بين أوروباوالمغرب وكيفية تحقيق تقدم أكثر في مختلف المجالات ومن ضمن ذلك طبيعة العلاقات بعدالقمة الأوروبية-المغربية في غرناطة. لولوش وفي تصريحات للصحافة المغربية اعتبرالمغرب من أكبر حلفاء فرنسا وأن هذه الأخيرة تشكل مخاطبا ومدافعا أوروبيا عن مصالحالمغرب في القارة العجوز. وتابعت الأوساط الدبلوماسية الإسبانية زيارة لولوشباهتمام كبير، فهي تدرك مدى حرص فرنسا على تقزيم دور مدريد في السياسة الأوروبيةالمغربية. وكانت اسبانيا قد اشتكت في عدد من المناسبات من دور فرنسا في تعكيرالعلاقات مع المغرب من خلال التضييق على الاستثمار الإسباني. وكان رئيس الحكومةالإسبانية السابق، خوسي ماريا أثنار قد اتهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بدعمالمغرب في أزمة جزيرة ثورة صيف 2002 والتخلي عن دعم بلد أوروبي مثلاسبانيا. ورغم زيارة بيير لولوش إلى المغرب وتطرقه للقمة الأوروبية - المغربية،فلم يزر أي مسؤول اسباني رفيع المستوى الرباط هذه الأيام للتطرق إلى القمة التيتشكل منعطفا هاما في علاقات المغرب مع أوروبا، ولكنها لم تلق الاهتمام السياسيوالإعلامي الكافي حتى الآن.