كثير من الحوادث التي يقع البسطاء ضحية لها تأتي بفعل عدم الالتزام بالفحص الدقيق للأماكن التي يلجها هؤلاء البسطاء . فمادامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية محترفة في ترصد الخطباء الذين يخالفونها القول وتقوم بعزل الكثيرين منهم لأنهم لم يخطبوا في الناس بتلاوة الخطب التي يحررها مندوبوها في المجالس العلمية المتواجدة في ربوع الوطن ، أو أنهم تمادوا في وضع الناس أمام المشاكل التي ترزح تحت وطأتها الأمة الإسلامية المغلوبة على أمرها .. لماذا إذن لم تكن الوزارة الوصية على الحقل الديني محترفة في ترصد وضعية حيطان مساجد المملكة خاصة العتيقة منها ؟ أليس من فقه النوازل أن يعلم المكلفون بالشأن الديني بالبلد بالنشرات التي تعلن عنها مديرية الأرصاد الوطنية وبالتالي أخذ التدابير الضرورية لحماية المصلين من الكوارث الطبيعية خاصة في الأماكن المزدحمة والعتيقة ؟ أليس من فقه النوازل الاطلاع على تحذيرات خبراء البيئة بالتغيرات المناخية التي سيشهدها العالم في السنوات المقبلة والتي لن يكون بمقدور مباني القرن السادس عشر والسابع عشر تحمل تبعات الاضطرابات المناخية المقبلة ؟ الأعظم لم يأت بعد رغم حزننا الشديد على شهداء مئذنة مكناس نحتسبهم عند الله كذلك . على الوزارة تجنيد كافة طاقاتها من أجل تفحص جميع المساجد العتيقة بالمملكة خشية حدوث الأسوأ ، وعليها التنسيق مع فعاليات المجتمع المدني الموجودة في جميع ربوع الوطن بفتح مكاتب تواصل لاستقبال شكاوى المواطنين حول وضعية جميع مساجد المملكة ، ومقارنة تلك الشكاوى بالتقارير المرفوعة من مصالح الوزارة والتي تحتوي على مضامين دبلوماسية ووعظية أكثر مما تحمل من حقائق الوضعية العمرانية للمساجد المغاربة . قال الله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم .