بدأت في العاصمة المغربية الرباط اليوم أعمال المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المجتمع المدني حول قيم الموطنة وتحالف الحضارات الذي تنظمه عشر جمعيات مغربية بدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسسكو ومكتب التربية العربي لدول الخليج تحت شعار " نحو تعايش اجتماعي راشد وحوار حضاري متكافئ " بمشاركة رؤساء جامعات وخبراء وممثلين عن منظمات عربية وإسلامية ودولية ويستمر ثلاثة أيام . ويهدف المؤتمر إلى تبادل الرؤى والتجارب بين خبراء التربية والقانون وعلماء الدين وخبراء الثقافات والحضارات والإعلام داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه بشأن الجهود الحاثة على قيم المواطنة والتكامل والحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات . وأكد رئيس المؤتمر إدريس العمراني في كلمته الافتتاحية أهمية دور الجمعيات التربوية والثقافية والتنموية في تعزيز قيم المواطنة وقيم التعايش وتحالف الحضارات وإقرار الأمن والسلام . وأوضح العمراني أن الدعوة أصحبت ملحة لتحالف الحضارات وتحاورها باعتبارها أسلوبا حضاريا للتقريب بين وجهات النظر . من جانبه أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " الإيسيسكو " الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أنه أمام تصاعد موجات العنف والكراهية والعنصرية في عالم اليوم تتعاظم أهمية تضافر الجهود من أجل نشر ثقافة المواطنة الرشيدة المنفتحة وتعزيز الحوار بين الثقافات . واعتبر التويجري أن قيم المواطنة قيم كونية وأن تحالف الحضارات قضية إنسانية مبيناً أن هذا المؤتمر يكتسب أهميته من حيث كونه ربط بين المواطنة وتحالف الحضارات . بدوره أبرز الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه مدير إدارة الثقافة بالرابطة عبد الله بن علي النمري أن المسلمين قدموا طوال تاريخ الإسلام أنموذجا فريدا في الوفاء لاستحقاقات المواطنة وذلك استلهاما من العقد النبوي الاجتماعي . وأوضح التركي أن معالم هذه المواطنة ومنطلقاتها تكمن أساسا في وحدة الجنس الإنساني وشمولية التكريم الإلهي وفي أن الاختلاف بين البشر واقع وأن الاختلاف لا يعني المواجهات والشقاق والأزمات والتوترات المحلية التي تعانيها بعض المجتمعات والتي تنبع في كثير منها من عوامل خارجية وتغلب عليها الدوافع السياسية ليس لاختلاف الدين كبير أثر في نشوء كثير منها .