نظرة خاطفة على القصاصات التي تنشرها وكالة الأنباء الرسمية حول أحداث العنف التي شهدتها بعض المدن المغربية تؤكد أن القضاء المغربي غير نزيه على الإطلاق ، ففي الوقت الذي وزعت فيه المحاكم أربع سنوات سجنا نافذا في حق مشاغبين قد يكونون ارتكبوا أعمال عنف خلال مظاهرات 20 فبراير السلمية ، وزعت نفس المحاكم ثلاثة أشهر في حق مشاغبين آخرين ، غير أن شغبهم محمود في هذه الحالة لأنه لا يزعج السلطة السياسية ، لذلك يصبح تخفيف الحكم مبررا . فهل تطمئن هذه الأحكام المطالبين بالإصلاح السياسي في المغرب ؟ فماذا يعني الحكم على مشاغب بأربع سنوات سجنا نافذا ؟ ومشاغب آخر بثلاثة أشهر سجنا نافذا ؟ مع أن الشغب واحد ؟ وعلى أي أساس استند القضاة في رفع الأحكام على متهم بارتكاب أعمال عنف وتخفيفها على متهم آخر ؟ وهل هي مصادفة أن يكون مشاغبي " الأحداث السياسية " مخربين أكثر مقارنة مع مشاغبي " الأحداث الرياضية " ؟ . وفيما يلي مقارنة بين حكمين قضائيين ، الأول صدر في محاكمة مشاغبين ارتبط عنفهم بأحداث سياسية ، وحكم قضائي آخر صدر في محاكمة مشاغبين ارتبط عنفهم بأحداث رياضية ، نقلا عن وكالة الأنباء المغربية الرسمية : 1 - أربع سنوات حبسا نافذا في حق أحد مثيري الشغب بمراكش : علم من مصدر قضائي أن محكمة الاستئناف بمراكش قضت بالحبس النافذ أربع سنوات في حق طالب متورط في أحداث الشغب التي عرفتها هذه المدينة خلال مظاهرة 20 فبراير الماضي . وسبق للمحكمة نفسها أن أدانت 31 متهما في هذه القضية بالسجن النافذ لمدد تتراوح مابين 4 و8 سنوات . وتوبع هؤلاء بتهم " استعمال القوة والعنف "، و" إتلاف الملك العام "، و" إتلاف السلع "، و" السرقة الموصوفة "، و" الإخلال بالأمن العام " . 2 - الحكم ما بين شهر واحد وثلاثة أشهر في حق المتابعين في ملف أحداث الشغب التي شابت مباراة الكوكب وأولمبيك آسفي : علم من مصدر قضائي، أن المحكمة الابتدائية بمراكش قضت بالحبس النافذ ما بين شهر واحد وثلاثة أشهر في حق المتابعين الخمسة في ملف أحداث الشغب التي شابت المباراة التي جمعت مؤخرا بالملعب الجديد بمراكش بين فريقي الكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي برسم الدورة ال 23 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم . وحسب المصدر نفسه ، فإن المحكمة أدانت اثنين من المتابعين بثلاثة أشهر حبسا نافذا، في حين قضت بالحبس النافذ لمدة شهرين في حق اثنين آخرين ، فيما حكمت على الخامس بشهر واحد حبسا نافذا، مع أداء كل واحد منهم غرامة تبلغ 1000 درهم . تجدر الإشارة إلى أن عدد المتابعين في هذه أحداث الشغب هاته هم سبعة أشخاص ، من بينهم قاصران اثنان تمت إحالتهما على قسم الأحداث بهذه المحكمة، والذين وجهت لهم تهم الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض وإلحاق خسائر مادية بملك الغير . ويذكر أن المتهمين السبعة تم اعتقالهم خلال أحداث الشغب التي وقعت قبل إجراء هذه المباراة بين أنصار الفريقين في الشوارع المؤدية إلى الملعب الجديد بالمدينة الحمراء الذي تم تكسير وتهشيم عدد كبير من كراسيه ورميها داخل رقعة الملعب .