قالت صحيفتان عربيتان وقناة " الجزيرة " التلفزيونية الفضائية أمس الاثنين إن الزعيم الليبي معمر القذافي يسعى للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالتنحي لكن لم يرد تأكيد رسمي لهذه الأنباء . وقالت " الجزيرة " إن القذافي عرض على المعارضة المسلحة عقد اجتماع للمؤتمر الشعبي العام للسماح له بالتنحي بضمانات معينة . وأضافت أن القذافي قدم هذا الاقتراح إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومعظمها في شرق البلاد . ونقلت عن مصادر في المجلس قولها إن القذافي يريد ضمانات لسلامته الشخصية وسلامة عائلته وتعهدا بألا يقدموا إلى المحاكمة . وقالت " الجزيرة " إن مصادر من المجلس الوطني الانتقالي أبلغت مراسلها في بنغازي أن العرض مرفوض لأنه يعادل خروجا " مشرفا " للقذافي و" تنازلا عن حقوق ضحايا جرائم الحرب وجرائم بحق الإنسانية " . ونسبت صحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية وصحيفة " البيان " التي تصدر في الإمارات العربية المتحدة إلى مصادر لم تسمها قولها إن القذافي يسعى للتوصل إلى اتفاق . وقال مصدر قريب من المجلس الوطني الانتقالي ل " رويترز " إنه سمع أن " صيغة اقترحها الجانب الآخر تتضمن تسليم القذافي السلطة إلى رئيس مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ومغادرة البلاد ومعه مبلغ معين من المال " . وأضاف المصدر قوله " قيل لي إن هذه المسألة المتعلقة بالمال عقبة خطيرة من وجهة نظر المجلس الوطني ." وقال إنه استقى هذه المعلومات من مصدر واحد قريب من المجلس . وقال عصام غرياني المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني " لم يعرض اقتراح كهذا على المجلس على قدر علمي " . وكان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي يوم الاثنين وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لحقن الدماء . وردا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي ل " رويترز " إنه على معرفة وثيقة بالطلحي - وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي - إلا أن جبريل أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى . قال المجلس الوطني الانتقالي إنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وأن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي .