أضحى الشاب أسامة الخليفي في الثالثة والعشرين من عمره شخصية محورية في الحركة الاحتجاجية في المغرب وبات يحظى بشهرة بدلت حياته اليومية إلى حد يشعر أنها " تتخطاه أحيانا " . وهذا الناشط الشاب الملقب ب " تشي سلا " المدينة المجاورة للرباط حيث يعيش مع والده الشرطي ، هو أحد المسؤولين عن الدعوة إلى التظاهر التي أطلقت في 20 فبراير عبر " الفايس بوك " للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية في المغرب . وقال " مذ ذاك انقلبت حياتي اليومية رأسا على عقب . وتحولت من مجرد حامل شهادة عاطل عن العمل إلى شخصية مشهورة في الإعلام " . وأضاف الشاب الذي يتنقل من اجتماع إلى آخر مع ناشطين آخرين في الحركة والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية " لدي انطباع بأنني في صلب ديناميكية سياسية تتجاوزني أحيانا " . ويقول إنه بدأ " حياته السياسية في سن مبكرة في صفوف شباب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية " الحزب في الائتلاف الحكومي . وأوضح " لكني سرعان ما غيرت موقفي لأني ضد مشاركته في الحكومة " . وأضاف " بعد الحصول على شهادة البكالوريا في 2005 تابعت دراسة في المعلوماتية في معهد خاص ووجدت لاحقا وظائف بسيطة لم استمر فيها طويلا . واليوم أنا عاطل عن العمل " . وأوضح أسامة الذي يتكلم الفرنسية بصعوبة ، إنه يفضل التحدث بالعربية لعرض مطالب حركته من صياغة " دستور جديد " إلى " المطالبة بالكرامة " و" القضاء على الفساد " . وقال وهو يبتسم " لا نطالب بتغيير النظام " أي الملكية. وأضاف " مطالبنا بسيطة نريد دستورا جديدا يضمن لنا كرامتنا. نريد أن نكون مواطنين وليس أتباعا " . وتابع " لست شخصية سياسية . إني شاب يعرف مثلا أن اسبانيا ملكية وفرنسا جمهورية وهما بلدان ديمقراطيان . أريد العيش ببساطة في نظام ديمقراطي " . ووجهت "حركة 20 فبراير" التي ضمت آلاف المتظاهرين في كبرى المدن المغربية، نداء جديدا على " الفايس بوك " للتظاهر في 20 مارس. وتؤكد الحركة أنها تضم أكثر من 30 ألف شخص على موقع التواصل الاجتماعي " . وقال الشاب " نعتقد أن هذه التظاهرات ستكون أهم من تلك التي نظمت في 20 فبراير. سيكون عدد المشاركين فيها أكبر لأن رهاننا نجح رغم كل المحاولات لضرب مصداقيتنا " . وخلص إلى القول " الناس يعرفون الآن من نحن . يمكننا القول إن هناك " فترة ما قبل 20 فبراير وما بعدها " .