شهد شارع محمد الخامس بالرباط مساء السبت مهرجانا كبيرا حضره مئات المواطنين والنشطاء الحقوقيين للاحتفال بإنجازات الثورة المصرية ، وخلع الرئيس المصري حسني مبارك . ورفع المتظاهرون في المهرجان -الذي دعت إليه تنسيقية تضم العديد من المنظمات الحقوقية والجمعيات- لافتات تحتفي بانتصار إرادة الشعب المصري في مواجهة " دكتاتورية نظام مبارك " ، وأخرى تدعو الأنظمة العربية لأخذ العبرة مما حصل في تونس ومصر ، وتطالب السلطات المغربية بإعادة فتح مكتب الجزيرة في الرباط . وردد المحتفلون شعارات تحيي الثورة المصرية، من قبيل "تحية مغربية للثورة المصرية"، و"ثورة في تونس.. ثورة في مصر.. ثورة ثورة حتى النصر"، و"الثورة المصرية.. بوابة الحرية"، و"من الرياض للرباط.. لن نعيش تحت السباط (الحذاء)". وطبعا حضر بشكل كبير الشعار الشهير الذي رددته الحناجر طيلة أسبوعين في ميدان التحرير بالقاهرة : " الشعب يريد إسقاط النظام ". وقال منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل العراق وفلسطين خالد السفياني إن المغاربة يحتفلون مثل بقية أحرار العالم بإنجازات الثورة المصرية العظيمة، واعتبر أن ما حصل في مصر يعيد الأمل إلى الجماهير العربية في إحداث التغيير. وأكد -في تصريح للجزيرة نت- أن الثورة المصرية فتحت صفحة جديدة في التاريخ، وطوت صفحة أخرى، وأضاف أنها ستغير وجه الصراع العربي الصهيوني، كما ستعطي نفسا جديدا للمقاومة الفلسطينية. ومن ناحية أخرى اعتبر عبد الحميد أمين نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الثورة التونسية ألهمت الشعب المصري، كما ألهمت الشعوب العربية وزرعت الأمل، وحولت الشعارات الثورية التي كانت تنعت في الماضي باللغة الخشبية إلى واقع ملموس يتجاوب مع إرادة الشعوب. وقال إن الوضعية في المغرب لا تختلف في الجوهر عن الوضعية في تونس ومصر، مضيفا أن أحد أهم المطالب في المغرب حاليا هو المطالبة بدستور جديد بدل الدستور الذي وصفه بالعتيق. ومن جهته اعتبر رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير محمد العوني أن التنسيقية -التي تضم هيئات جمعوية وحقوقية مختلفة- تسعى إلى مساندة كل الشعوب التي تتوق إلى التخلص من نير الأنظمة الدكتاتورية. وقال إن الشعب المغربي يسعى أيضا إلى التغيير نحو الأفضل، وهو ما يستلزم تكاتف الجهود والنضال من أجل أن تتسع حركة التغيير وتتحقق أهداف ومبادئ الديمقراطية، إضافة إلى تفعيل التعبيرات الشعبية، على حد تعبيره. يشار إلى أن المهرجان حضرته مجموعة من الشباب الذين ينتمون لما يسمى بحركة 20 فبراير، وهي حركة شبابية التأمت في موقع " الفايس بوك " وتدعو إلى التغيير في المغرب ، عبر المطالبة بإلغاء الدستور الحالي وتعيين لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد يعطي للملكية "حجمها الطبيعي " . كما تدعو إلى حل البرلمان والحكومة والأحزاب التي ساهمت في " ترسيخ الفساد السياسي " ، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، بالإضافة إلى مطالب أخرى تأخذ طابعا اجتماعيا . وقد دعت هذه الحركة إلى اتخاذ يوم 20 فبراير من الشهر الجاري يوما لانطلاق الاحتجاجات في المغرب .