يبدوا أن ثورة الشعب التونسي ، أصابت الكثير من العواصمالغربية والعربية بصدمة شديدة ، خاصة وأن الاتهامات المفبركة التي توجه لما يسمى " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " لم تنجح في التجربة التونسية لاعتماد خزينة البلد بدرجة كبيرة على مداخيل القطاع السياحي . وتسود مخاوف في الأوساط السياسية والإعلامية الغربية من نجاح الشعب التونسي في بناء تجربة ديمقراطية ناجحة تحافظ على مصالح التونسيين وتجفف منابع النفوذ الغربي بهذا البلد الشمال الإفريقي ، لذلك تحاول وسائل الإعلام المقربة من المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة تضليل الرأي العام الأمريكي حول الثورة التونسية ولصقها بالإرهاب . وصباح اليوم الثلاثاء ، عقد ملك إسبانيا خوان كارلوس اجتماعا مع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في إسبانيا ، ولم يجد ما يحدثهم عنه سوى ما أسماه " تذكر ضحايا الإرهاب " وقال إنه " عازم على مضاعفة الجهود من أجل وضع حد لهذا البلاء ، وتكثيف الصراع الذي يهمنا جميعا ( إسبانيا والمغرب وباقي الدول ) ضده " . وأعرب العاهل الإسباني مباشرة بعد الحديث عن الحرب ضد ما يسمى " الإرهاب " ، عن عما أسماه " استعادة الشعب الإسباني الاستقرار في إطار من التعايش الديمقراطي " ، مما يعني محاولة زرع الشك في نفوس الشعب الإسباني خصوصا والشعوب الغربية عموما من أن التغيير في البلدان الإسلامية مترابط مع استيلاء " الإرهابيين " على صناعة القرار فيها . ولم تذكر وسائل الإعلام الإسبانية من أسماء السفراء الأجانب الذين حضروا اللقاء سوى اسم السفير المغربي أحمدو ولد سويلم ، القيادي السابق بجبهة " البوليساريو " الانفصالية ، وسفير بابا الفاتيكان بإسبانيا ، إلى جانب ملكة إسبانيا ، وأمير أستورياس ، والوزير الأول خوسيه رودريغيث ثاباتيرو ، ووزيرة الشؤون الخارجية ترينيداد خيمينيث .