قال المحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك ، إن نجاح التونسيين في خلع رئيسهم بن علي ليس مؤشرا على بداية النهاية للحكام المستبدين في المنطقة . وينصح فيسك ، في مقال بصحيفة " الاندبندنت " ، بعدم الذهاب بعيدا في تفسير ما جرى، فمحمد الغنوشي، الذي كان خادما لبن علي لنحو عشرين سنة ، سيشكل حكومة تضمن مصالح الغرب عوضا عن مصالح شعبه . وأعرب فيسك عن خشيته من أن تتكرر ذات القصة القديمة في تونس، فالغرب يريد ديمقراطية هناك، لكن ليس الكثير من الديمقراطية . ويذكِّر فيسك بما حدث في الجزائر التي أراد لها الغرب الديمقراطية في أوائل تسعينيات القرن الماضي. لكن عندما اتضح أن الإسلاميين قد يفوزون في الجولة الثانية من الانتخابات، عاجل الغرب إلى دعم الحكومة التي يساندها الجيش، والتي أشعلت حربا أهلية حصدت أرواح حوالي مئة وخمسين ألف شخص. ويمضي فيسك إلى القول: إن الغرب معني بالاستقرار وبالنظام في العالم العربي، حتى في مصر التي يحكمها نظام حسني مبارك الفاسد، فالغرب سيحصل على ما يريد .