ذكرت وثائق أمريكية نشرها موقع " ويكيليكس " وأوردتها صحيفة " الباييس " الإسبانية في عددها ليوم الأحد ، أن الملك محمد السادس طرف في مواجهة إسلاميي " العدالة والتنمية " ، عندما أعطى الضوء الأخضر لفؤاد عالي الهمة ، من أجل منع مرشحي العدالة والتنمية من ترؤس مجموعة من البلديات المغربية . وبعد عرض سياقات استقالة فؤاد عالي الهمة ، من وزارة الداخلية ، وتأسيس " حركة لكل الديمقراطيين " وحزب " الأصالة والمعاصرة " ، قال السفير الأمريكي طوماس رايلي : " الدافع وراء إنشاء حركة لكل الديمقراطيين هو انشغال القصر بارتفاع شعبية الإسلام في المجتمع المغربي من خلال العدالة والتنمية " ويعزى هذا الدعم غير المسبوق لحزب الهمة ، حسب المذكرات الأمريكية ، لكون حزب " العدالة والتنمية " ، أكبر الأحزاب المغربية التي تتلقى عددا كبيرا من الأصوات ابتداء من الانتخابات البرلمانية لعام 2007 ، وكذلك لكون الإسلاميين المعتدلين قوة معارضة رئيسية في البرلمان للائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء الاستقلالي عباس الفاسي . ويرى القائم بالأعمال الأمريكي ، روبرت جاكسون ، أن الانتخابات البلدية في 15 غشت 2009 كانت "شفافة نسبيا " إلا أن " انتخاب رؤساء البلديات من قبل المجالس خطوة إلى الوراء في الديمقراطية المغربية " ، وأفاد وزير مغربي سابق سفارات بلدان غربية أن " الملك محمد السادس لن يسمح لحزب العدالة والتنمية بترؤس المجالس البلدية للمدن الكبرى مثل الدارالبيضاءووجدة وطنجة " . وحسب المذكرات الأمريكية ، كان تدخل القصر الملكي أكثر حدة في مدينة وجدة شرق المغرب ، حيث حصل التحالف الذي يقوده حزب " العدالة والتنمية " على أكبر عدد من الأصوات ، حيث دخلت الشرطة والأجهزة السرية في معركة تخويف ضد مؤيدي الإسلاميين ، وتم ضرب الزعيم المحلي لحزب " العدالة والتنمية " حتى سقط في غيبوبة نتيجة نزيف في المخ ، وتم اختطاف الباقين لمنعهم من التصويت . ومن نتائج منع القصر صعود الإسلاميين ، يرى الدبلوماسيون الأمريكان ، تسببه في تآكل العملية الديمقراطية بالبلاد ، خاصة وأن أي انتقاد لهذا الإجراء بمثابة انتقاد للملك محمد السادس ، والذي يستخدم حزب الهمة اسمه لإجبار الأطراف الأخرى على الانضمام لحزب " الأصالة والمعاصرة " . إلا أن ذلك لم يمنع " العدالة والتنمية " من السيطرة على مدن ثانوية مثل القنيطرة وتطوان ، حسب نفس المذكرات .