قالت منظمة الأممالمتحدة اليوم الخميس إن الدول العربية احتكرت نصف المراكز العشرة الأولى في سرعة معدل التنمية البشرية على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية لكن لا يمكن التهوين من أثر الحروب والصراعات على عملية التنمية بالمنطقة . وقال تقرير التنمية البشرية لعام 2010 الذي يصدر يوم الخميس تحت عنوان " الثروة الحقيقية للأمم .. مسارات إلى التنمية البشرية " إن سلطنة عمان جاءت في المركز الأول على مستوى العالم بين 135 دولة بحث التقرير في معدل التحسن الذي حققته بالمقارنة مع ما كانت عليه عام 1970 . وجاءت السعودية في المرتبة الخامسة وتونس السابعة والجزائر التاسعة والمغرب العاشرة. وفيما يتعلق بترتيب دليل التنمية البشرية لهذا العام جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول بين الدول العربية وفي المرتبة 32 على الصعيد العالمي مما يجعلها في فئة البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا. وحلت قطر والبحرين في المركزين 38 و39 . وضمت فئة التنمية البشرية المرتفعة الكويت في المركز 47 وليبيا (53) والسعودية (55) وتونس (81) والأردن (82) والجزائر (84) ، وفي فئة التنمية البشرية المتوسطة جاءت مصر في المركز 101 ثم سوريا (111) والمغرب (114) ، أما فئة التنمية البشرية المنخفضة ضمت اليمن (133) وموريتانيا (136) والسودان (154). وقال كبير معدي التقرير جيني كلوغمان إن هذا التقدم المحرز لا ينسب إلى عائدات النفط والغاز كما يمكن التوقع فإن الدول العربية التي حققت إنجازا عاليا يمكن أن ينسب نجاحها بشكل كبير للتطوير طويل الأمد في قطاعي الصحة والتعليم. وبين التقرير أن متوسط العمر في الدول العربية ارتفع بشكل عام من 51 عاما في عام 1970 إلى سبعين عاما وقتنا الحالي وهو أكبر مكسب لأي منطقة في العالم في حين سجلت معدلات وفيات الأطفال هبوطا من 98 وفاة كل ألف ولادة في عام 1970 إلى 38 حالة وفاة في عام 2008 وهو معدل أقل من المعدل العالمي الحالي والذي يبلغ 44 حالة وفاة كل ألف ولادة. وفي ما يتعلق بالالتحاق بالمدرسة في العالم العربي قال التقرير إن الأرقام تضاعفت خلال العقود الأربعة الماضية مسجلة ارتفاعا بنسبة 34 في المائة عام 1979 إلى ما نسبته 64 في المائة إلى يومنا باستثناء لبنان الذي بدأ أداؤه اقل من المتوقع بسبب الصراعات المسلحة وعدم استقرار الوضع السياسي "وهو عامل مركزي يعيق التنمية البشرية عبر المنطقة بدءا من العراق وفلسطين الى اليمن والصومال". وأشار الفهرس الذي يصنف انجازات 169 دولة في قطاعي الصحة والتعليم إن النرويج تتقدم دول العالم في هذين القطاعين في حين تحتل زيمبابوي أدنى لائحة الدول. وتضمن التقرير الإشارة إلى وجود تفاوت كبير داخل وبين الدول ووجود تباينات عميقة بين النساء والرجال حول مؤشرات تنمية واسعة النطاق بالإضافة إلى هيمنة الفقر المدقع المتعدد الأبعاد في جنوب آسيا والدول التي تقع جنوب الصحراء الأفريقية . ووفقا للفهرس فان معظم الدول النامية حققت تقدما دراماتيكيا وغالبا تقدما بخسا في الصحة والتعليم والمعايير الأساسية للحياة في العقود الراهنة في حين أن الكثير من الدول الأكثر فقرا تعلن عن اكبر المكاسب. وأطلق السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة برنامج الأممالمتحدة للتنمية هيلين كلارك التقرير بمناسبة الذكرى ال 20 لصدور طبعته. وقال بان إن " تقارير التنمية البشرية غيرت من طريقة رؤيتنا للعالم تعلمنا أنه في الوقت الذي يؤكد أهمية النمو الاقتصادي فان ما يهم بالنهاية هو استخدام الدخل القومي لإعطاء كل الناس الفرصة لحياة مديدة وأكثر صحية ومنتجة " . من جهتها قالت كلارك إن التقرير أظهر أن الشعوب اليوم " أكثر صحة وثراء وأحسن تعليما من قبل " مضيفة أنه " في الوقت الذي ليست كل الاتجاهات ايجابية هناك الكثير يمكن أن تقوم به الدول لتحسين من حياة شعوبها حتى في ظروف معاكسة . وهذا يتطلب قيادة محلية شجاعة بالإضافة إلى استمرار تعهد المجتمع الدولي ".