5- حفرة السفير ! قال السفير لمعاونيه: عليكم نشر أن سفيركم لاعب غولف من الطراز الرفيع.. ليس بإمكان كل سفير أن يلعب الغولف بالخارج، وليس كل سفير قناصا للحفر.. همس العقل المدبر في أذنه الكبيرة: أخشى سيدي أن تصل الأخبار إلى العاصمة.. عض السفير شفتيه واستنكر محركا رأسه الكبير: وأيّ مشكلة في ذلك؟ - لعب الغولف كان موضة في العهد البائد، أما حاليا وفي هذا الزمن الأغبر الذي يسمونه العهد الجديد... فجأة صاح المخبر السري: حذار سيدي! كان الوقت متأخرا، إذ هوى السفير في حفرة مهجورة بإحدى هوامش ملعب الغولف! 6- عربدة خرج يترنح من المطعم الذي حولوه إلى حانة لتجرع النبيذ خلسة في أواخر الليل.. عيناه جاحظتان، شعره منكوش، ثيابه مبعثرة، ويكاد يسقط أرضا.. كانت الساعة تقترب من الخامسة صباحا عندما علا أذان الفجر.. أمسك بتلابيبه المخبر السري الذي يرافقه كظله، همس في أذنه الكبيرة: - سيدي، أخشى أن يرانا أحد من الجالية العربية اللعينة.. بدت على وجه السفير ابتسامة بلهاء كمن تذكر شيئا تافها، قال بصوت مبحوح: - لا تخف، فمن ذا الذي يعرفنا في هذا البلد الأغبر !