كما جرت العادة بذلك،احتفل الملك بعيد عرشه وقصفتنا وككل سنة أبواق الدعاية في التلفزة الرسمية بالإنجازات الباهرة للعهد الجدبد، والأوراش الكبرى المفتوحة في كل رقعة من هذه البلاد السعيدة وبقية الديسك للي حْفات لباباه النقشة وتفرش ليه القالب..وبما أن المواطن المغربي يحفظ عن ظهر قلب عبارة تتلخص في هاته الكلمات-مول الفز كيقفز-فإن المخزن يبدو أنه لا يصدق هو نفسه ما يسميه -إنجازات باهرة- وأوراشه وخياره الديمقراطي الذي لا رجعة فيه-كاللك الخيار الديمقراطي..لواه الفكوس هذا..ولعل المثير في هذه التخليطة العصية على الهضم هي تلك المراسيم البئيسة، أو تلك التي يسمونها في دار المخزن ب-التقاليد المرعية-تلك التقاليد التي تحط من كرامة المواطن المغربي، وتجعله يبدو كقرد خدوم في بيت مروضه،تلك التقاليد التي تمتهن وتحتقر آدمية الإنسان المغربي والتي تهدف بوضوح، إلى تحطيم الكبرياء والأنفة وعزة النفس التي كان يتمتع بها أجدادنا في سابق الأزمان وقبل مجيء الدولة العلوية التي نجحت،أقول نجحت في تركيع جزء لا يستهان به من هذا الشعب، الذي لربما نسي أو تناسى تاريخ أسلافه ونسي أيضا أن يمشي وهامته مرفوعة من كثرة الركوع والسجود وتقبيل الأيادي منذ أزيد من 400 عام،وهاهو لا يزال خاشعا في ركوعه،صادقا في طأطأة رأسه لملكه، أو إن صح التعبير لمالكه ومالك حرته وحاضره وإرادته،تلك الإرادة التي ذهبت أدراج الرياح مع شهداء الشعب الأبرار ا،لذين ضحوا بأرواحهم وبأغلى ما يملكون في سبيل أن يتحرر هذا الشعب، الذي انخرط منذ زمان في التطبيع مع الركوع،وإنني أشعر بالعار من الإنتماء إلى أمة الركع هذه ،خصوصا حينما أعاين ويعاين معي العالم أجمع، ما تتناقله القنوات الدولية التي تنقل في بعض الأحيان، أسوأ مراسيم عيد وطني في الكون،تلك المراسيم التي تستعبد البشر في القرن 21،مراسيم يصطف فيها ممثلو الجهات 16 أمام الملك في صفوف متراصة مثل جيش هتلر أو موسوليني،ويتوسطهم بعض-عبيد الملك-الذي يشتغلون لديه داخل القصر الملكي،وتتلخص المهمة الأساسية لهؤلاء في مساعدة ممثلي الجهات والأقاليم المغربية على ضبط أسلوب الركوع للملك وتقنياته،ولعل أبسط شروط الركوع التي يحبذها المخزن ،هي أن يقف المسؤول بيدين ممدودتين إلى الأسفل، وأن يمسك بتلابيب جلبابه حتى لا يفقد توازنه ويسقط أرضا عندما يركع لسيده أكثر من اللازم،أما- العبيد الرسميون- فيقومون بالنيابة عن الراكعين بتبليغ مشاعر الولاء والتبريك للسدة العالية، وبعبارات متكررة في آن واحد ولها رنة موسيقية-الللللللللللله يبارك فْعمر سيدي-ليأتي رد الملك على لسان العبد الآخر المتسمر بجانبه-اللللللله يرضي عْليكم كالليكم سيدي-ولعل قمة المهزلة، هي أنه لا ممثلو الأقاليم ينبسون بكلمة واحدة، ولا الملك ينطق ببنت شفة،اللغة الوحيدة المتداولة هي:إركع أيها القرد حتى أرى الذل يقطر من ظهرك ،وأرى المهانة في تقوس عمودك الفقري-حتى هتلر النازي آااعباد الله..حينما كان يريد أن يستطلع درجة ولاء جيشه له،ابتدع لهم تلك التحية الشهيرة، بأن يمد الجندي يده اليمنى إلى الأمام في شكل مستقيم ،مع ترديد عبارة-هاي هتلر-أما صاحبنا.. فأول إشاعة تم ترويجها على نطاق واسع بُعيد جلوسه على العرش،هي أنه سيمنع تقبيل الأيادي ومراسيم الركوع تلك،فإذا به نسخة طبق الأصل لسلفه الذي كان يتلذذ أيما تلذذ ،حينما يرى الهامات منكسرة والرؤوس خانعة،والمصيبة أن أغلب من يركعون هم ببساطة مجرد منافقين -ومرتزقة ركوع-الغرض الأساسي للمخزن من وراء هذه المسرحية التافهة، هي تركيع الشعب وتحريضه على الركوع أكثر، ومحاولة ترسيخ فكرة واحدة ووحيدة،مفادها..أيها الشعب:لا بديل لك ولا أمل سوى الركوع لجنابنا مثل زبانية المرتزقة هؤلاء.وبما أن المخزن حداثي أكثر من اللازم،فقد ارتأى أن يخرج هذه السنة وعرشه ليس على صهوة جواده ،كما دأب على ذلك في السنوات الماضية، وكما تقول كاسيطة التقاليد المرعية،ولكن يبدو أن الحصان نفسه ،مل من هذه المشاهد المريعة والحاطة من كرامة المغاربة،لذلك ربما قد يكون-حصان الملك- طْلَع ليه الخزْ..وقال له..والله عْليا لا ركبتي..شوف ليك شي حل آخُرْ..فما كان من الملك إلا أن اختار السيارة الديكابوطابل عوض الحصان-هذا هو الركوع الحداثي-لقد قلنا سابقا وقال آخرون قبلنا،إن هذه التقاليد البالية ترسم صورة سوداء قاتمة عن هذه البلاد في الخارج،فالملك يبدو حاكما مطلقا ومستبدا وإلها،والشعب يبدو خانعا وذليلا لآلهته،أتذكر أنه في السنوات الأولى من حكم ملك السعودية الحالي -عبد الله-أنه منع تقبيل أياديه من طرف السعوديين بمرسوم ملكي،ونحن لا نتمنى أن يمنع الملك المغربي الركوع لشخصه-بظهير شريف-بل بدمقرطة نظام الدولة وتحديثها الفعلي ،من مراسيم الإحتفالات الوطنية إلى أسلوب الحكم وطريقة تسيير أمور الشعب بشكل ديمقراطي فعلي،ولعله من المؤسف حقا، أن يحج المسؤولون للقصر مع وقت الضحى،أي على الساعة 10 صباحا..ويكون المصلين من بينهم والمؤمنون-كْثر مَن القياس-قد أدوا صلاة الصبح التي تتكون من ركعتين ،وبعدها يركعون للملك ثلاث أو أربع ركعات...حْشومة وعار..تركعون لله ركعتين وللملك ثلاث أو أربع..هادي خايبة حتا لْمْعاودة...وإذا كان جمال عبد الناصر قد خطب في شعبه بُعيد الثورة وقال للمواطن المصري:إرفع رأسك يا أخي،لقد مضى عهد الإستبداد-فإننا في المغرب سنردد جميعا وبصوت واحد أيها التافهون...إحني رأسك يا أخي..لقد جاء العهد الجديد- أاااتحنا يا بوزبال.. مال بوك هاز قنوفتك للسْما..