تعهد العاهل المغربي الملك محمد السادس الخميس في الذكرى العاشرة لاعتلائه العرش بمواصلة سياسة الاصلاحات في المغرب. وتحدث الملك في الخطاب الذي وجهه الى الامة، عن انجازات السنوات العشر الاخيرة، ودعا حكومة رئيس الوزراء عباس الفاسي الى مضاعفة جهودها من اجل مواصلة الورش الانمائية التي اطلقت ولا سيما في مجال التعليم والتنمية الاجتماعية. وشدد ايضا على "الحكامة الجيدة"، وقال "تعزيزا للمناخ الاقتصادي الملائم للاستثمار والتنمية، يتعين الالتزام بحسن تدبير الشأن العام بما ينطوي عليه من تخليق وحماية للمال العام من كل اشكال الهدر والتبذير ومحاربة لكل الممارسات الريعية والامتيازات اللامشروعة". وفي خطابه الذي سجل الاربعاء في الحسيمة على ساحل المتوسط على بعد حوالى 300 كلم شرق طنجة، تحدث الملك ايضا عن ضرورة "اصلاح عميق" للنظام القضائي. وقال متوجها للشعب "ادراكا منا بان الحكامة الجيدة لن تستقيم الا بالاصلاح العميق للقضاء، سنخاطبك قريبا بخصوص الشروع في تفعيل هذا الاصلاح بعد توصلنا بخلاصات الاستشارات الموسعة في هذا الشأن". وتابع محمد السادس "قررنا فتح ورش اصلاحية اساسية باقامة جهوية متقدمة نريدها نقلة نوعية في مسار الديموقراطية المحلية". ودعا الملك الذي كان الى جانبه ولي العهد مولاي حسن (6 اعوام) وشقيقه الاصغر مولاي رشيد "الحكومة الى اعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها ومحمياتها ومواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة". وقال "كما كرسنا جوهرها كملكية ملتحمة بكل مكونات الأمة متسامية عن النزعات والفئات"، مضيفا "وتجسيدا لهذا التوجه، عملنا على ان يكون المواطن هو الفاعل والمحرك والغاية من كل مبادراتنا ومشاريعنا الاصلاحية والتنموية. ومن ثم، كان اطلاقنا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية". وعلى الصعيد السياسي، اكد على الارادة "الصادقة لتطبيع العلاقات المغربية-الجزائرية". واضاف "سنواصل جهودنا الدؤوبة وتعاوننا الداعم للمساعي الأممية البناءة للوصول الى حل سياسي توافقي ونهائي للخلاف الاقليمي حول مغربية صحرائنا". وقال "نؤكد تشبثنا بالمبادرة المقدامة للحكم الذاتي، لجديتها ومصداقيتها، المشهود بها دوليا". وقبل بث الخطاب، وزع الملك اوسمة وترأس بعد الظهر حفل استقبال في القصر الملكي في طنجة بحضور ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما. وسيتلقى محمد السادس الذي اعتلى العرش وهو في سن الخامسة والثلاثين اثر وفاة والده الملك الحسن الثاني في 23 يوليو 1999، بعد ظهر الجمعة في تطوان (60 كلم شرق طنجة) مبايعة اقطاب المملكة في حفل بيعة تقليدي. وستبث الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون بشكل حصري مشاهد البيعة -- ذروة الاحتفالات بعيد العرش -- مباشرة. وقد سادت حمى الاحتفالات الشعبية المغرب منذ عدة ايام عبر حفلات غنائية وعمت الاعلام المغربية واللافتات الداعية الى تمجيد الملك شوارع المملكة. والخميس الموافق للسابع من شعبان 1430 هجري، يوم عطلة في المغرب لكن سيقيم كل المغاربة وعددهم 31,5 مليون نسمة، احتفالات بالبيعة ونهاية الاسبوع الذي يليها احتفالات تدوم اربعة ايام. واضافة الى العروض الجوية المتوقعة في اجواء خليج طنجة وشواطئ الساحل المغربي المطل على المتوسط، ستنظم ايضا العاب الفتنازيا (سباق الخيل) في كبرى المناطق الريفية في البلاد. والفنتازيا التي كانت ظاهرة حربية في الاصل، عبارة عن سباق خيول يمتطيها خيالة بارعون يحملون بنادقهم القديمة ويطلقون منها النار في الهواء في نهاية السباق. واصبحت هذه العادة التي تعتبر من التراث الوطني ترمز الى التاريخ الحربي للقبائل العربية في المغرب.