تسعى منظمات هولندية مناصرة للفلسطينيين لإقناع مسلمي هولندا بمقاطعة التمور الإسرائيلية خلال شهر رمضان القادم . يوافق شهر رمضان الذي يصومه المسلمون يوم 8 غشت ، وتعتبر التمور أول ما يتناوله الصائم عند غروب الشمس . ومع ذلك ، فمعظم هذه التمور تأتي من المناطق التي تحتلها إسرائيل ، وبالتالي يتوجب مقاطعتها ، وفقا للمنظمات التي انضمت لحركة " بي دي أس " الهولندية . ومنظمة " بي دي أس " حركة دولية تأسست في الأراضي الفلسطينية ، وجاء اسمها اختصارا من الحروف الأولى لكلمة، مقاطعة، تعرية، وعقوبات في اللغة الإنجليزية ويقول مؤسسو الحركة بأن التحرك الذي يجب أن يتخذ تجاه إسرائيل هو :أن تستهدف الحركة المتاجر والأسواق الهولندية بالمنشورات والملصقات، تطلب فيها من أصحابها التوقف عن بيع الفواكه الإسرائيلية. المتاجر " التي تتجاوب سيُعترف بأنها خالية من آثار نظام الفصل العنصري الإسرائيلي " . تقول كريستال دي فيت من حركة " بي دي أس " إن معظم المسلمين في هولندا لا يعرفون أن التمور التي يأكلونها هي في الحقيقة قادمة من الأراضي التي تحتلها إسرائيل . مضيفة " الصناديق التي تغلف بها التمور لا تقول ذلك ، بل كتب على بعضها أنها جاءت من جنوب إفريقيا . أعتقد أن معظم المسلمين لا يدركون ذلك " . كما تقول دي فيت إن حركتها لا تستهدف تجار التمور، مضيفة الهدف الرئيسي من الحملة هو زيادة الوعي " نريد من الناس أن يعرفوا أكثر عن التمور، حتى يمكنهم الاختيار ما إذا كانوا سينفقون أموالهم على شركات تستفيد من الاحتلال " . الناشط الفلسطيني حازم جمجوم يتجول حاليا في أوروبا لتعزيز ما تقوم به حركة بي دي أس الدولية. وهو يدعم حملة " لا تشتري التمور الإسرائيلية "، ولكنه يشعر أن المقاطعة يجب أن لا تقتصر على التمور والفواكه فقط قائلا: " لقد دعونا إلى العمل من أجل عزلة الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2005". ويضيف قائلا " لقد تركنا الأمر للناشطين في بلدانهم مثل هولندا ليقرروا ما يمكنهم القيام به في إقليمهم. نحن لا نفرق بين المنتجات المصنعة في الأراضي المحتلة أو في إسرائيل، لأنها جميعا في ظل نفس الحكومة التي ترتكب نفس الجرائم " . في غضون ذلك، بدأت السلطات الإسرائيلية في تجريم دعوات المقاطعة. وفقا للسيد جمجوم " هم يعملون على إصدار تشريعات تجعل من هذه النشاطات غير قانونية. مسودة هذه القوانين تتضمن عواقب تطال الناشطين من جميع أنحاء العالم ، وذلك بمنعهم من دخول إسرائيل ، وتجميد الممتلكات التي قد تكون لهم في إسرائيل " . بعض الناس يحاجج بأن المقاطعة قد تؤدي لفقد الفلسطينيين وظائفهم ، وأغلبهم في حاجة ماسة لهذه الوظائف. ويعترف السيد جمجوم بهذه الحقيقة قائلا: " ثمة بعض الحقيقة في ذلك، ولكن يجب أن نلاحظ بأن كل منظمات العاملين الفلسطينيين طالبت بهذه المقاطعة. على المدى القصير قد يفقد هؤلاء الناس وظائفهم، ولكنهم يدركون ويأملون أنه من خلال هذا التضامن الدولي يمكنهم استرجاع حقوقهم وكرامتهم " .