دأبت كل سنة جمعية "النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية" على تنظيم ملتقى سنوي للقصة القصيرة ببلقصيري، وقد وصل هذه السنة إلى الدورة السابعة، ومثل هذا الفعل الجمعوي والثقافي قد بدأ يطفو على السطح في المغرب ويثير الانتباه بتعدده، سواء على مستوى التخصصات(قصة، شعر، سينما..)، أو على مستوى انتشاره حتى في مدن صغيرة ومتوسطة، وأغرب ما في الأمر هو عندما يكتفي المنظمون بإمكانيات ذاتية بسيطة من أجل إنجاح مثل هذه الملتقيات التي تجد إقبالا محليا ملفتا، بعيدا عن المركز والحواضر الكبرى التي تستأثر بأغلب الأنشطة والميزانيات "الدسمة" المخصصة لها... تميز الملتقى السابع للقصة القصيرة المنظم في بداية ماي 2010، بتكريم القاص والصحفي عبد الجبار السحيمي، ومناقشة موضوع "القصة والصحافة"، والاستماع إلى قراءات قصصية يلقيها كتابها مباشرة على الجمهور الحاضر، وكذلك تنفيذ التقليد الجميل الذي تمارسه الجمعية كل سنة، وهو تنظيم ورشات "تدريبية" على كتابة القصة يستفيد منها الأطفال، ويشرف عليها الكتاب الحاضرون ، كما أعلن عن نتائج المسابقة القصصية التي تدعو لها الجمعية كل سنة، وقد حصل عبد السميع بناصر من الداخلة المغرب على الجائزة الأولى عن نصه القصصي " رجل يغادر شقته"، وكانت الجائزة الثانية من نصيب هبة الله محمد حسن السيد من مصر عن قصته "ذاك الرجل!!"، ونال منصف بندحمان من سلا المغرب الجائزة الثالثة عن قصته التي تحمل عنوان" جموح الخيال". التقينا محمد الشايب القاص وعضو جمعية "النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية"، فكان الحوار التالي حول الملتقى السابع وظروف انعقاده والنتائج المحصلة ************* سؤال: حول ملتقى القصة القصيرة ببلقصيري، ما تقييمكم أستاذ محمد الشايب للدورة الأخيرة؟ ذ.الشايب: الدورة الأخيرة خصصت كما هو معلوم للاحتفاء بالقاص والصحافي الكبير الأستاذ عبد الجبار السحيمي، وقد لقيت هذه الالتفاتة إلى هذا الشخص المحبوب من طرف الكثير من المثقفين المغاربة ترحابا وإقبالا كثيفا حتى من الحضور، وقد كان برنامج الملتقى على الشكل التالي: بدأنا الملتقى بقراءات قصصية، بمشاركة الأساتذة أحمد بوزفور، محمد صوف، زهرة رميج وعبد الحميد الغرباوي. تلتهى ندوة احتفائية بالقاص المحتفى به ذ. عبد الجبار السحيمي الذي تحمل الدورة اسمه، شارك فيها كل من الأساتذة قاسم مرغاطة عن مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، عبد الله البقالي عن جريدة العلم، محمد حاضي عن جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة، بالإضافة على ذ. محمد أمنصور وذ. نجيب العوفي. خصصت صبيحة اليوم الثاني لندوة القصة والصحافة، علاقة بالندوة الأولى على اعتبار أن المحتفى به ذ. عبد الجبار السحيمي قاص وصحفي أيضا، شارك في هذه الندوة ذ. لحبيب الدايم ربي، ذ. أحمد لطف الله، ذ. حسن لشكر، ذ. عبد الحميد الغرباوي، ونسقها محمد الشايب. في المساء شهدت دار الشباب قراءات قصصية لعدد كبير من المبدعين على اختلاف أجيالهم ومشاربهم وتوجهاتهم... وخصص يوم الأحد لورشة قصصية لفائدة الأطفال، أطرها الأساتذة المشاركون في الملتقى. سؤال: من خلال الملتقى يبدو أنه قد وصل إلى رقم سبعة، وهذا مهم جدا، نريد أن نعر فإذا كان ممكنا الجهات المدعمة، وهل لكم رسالة في الموضوع؟ ذ. الشايب: بالنسبة للجهات الداعمة، لقد راسلنا عدة جهات، وطالبنا الدعم من عدة جهات محلية ووطنية، خصوصا الجهات المسؤولة عن الثقافة على الصعيد الوطني، لكننا لم نتلق أي جواب، ولحد الآن نحن نعتمد على إمكانيات ذاتية، سكان مدينة مشرع بلقصيري، بعض المتعاطفين منهم، الذين يمدوننا كل سنة بالعون وبالدعم المادي أو المعنوي، أقدم الشكر الكبير لهؤلاء، لأنه لولاهم لما استطعنا تنظيم هذا الملتقى بانتظام كل سنة. سؤال: ما هو السحر الذي يجعل روادا في القصة والنقد كعبد الحميد الغرباوي وأحمد بوزفور ونجيب العوفي وآخرين يقدمون إلى بلقصيري ويستجيبون لدعوة "النجم الأحمر..."؟ ذ. الشايب: أولا أشكر هؤلاء الكتاب لأنهم كتاب كبار وأصدقاء الجمعية، وهم يقدمون لنا دعما كبيرا، معنويا وأدبيا كبيرا بحضورهم معنا، بتحملهم مشاق السفر من الرباط أو من الدارالبيضاء أو من مدن أخرى ليدعموا هذا الملتقى الفني، والذي ليست له الإمكانيات المادية، فتحية لهم جميعا... ربما يجدون في هذا الملتقى بعض الحميمية وبعض الصدق والمحبة التي نتبادلها جميعا، لهذا يحجون إلى هذا الملتقى، وأحيانا يفضلونه على ملتقيات أخرى، فشكرا لهم. نجيب العوفي، محمد بوزفور، عبد الحميد الغرباوي أثناء الملتقى سؤال: يلاحظ اهتمامكم بالتلاميذ والأطفال والشباب، هل هناك إقبال على القصة؟ وهل يمكن أن ننتظر مستقبلا كتابا للقصة والرواية من بلقصيري؟ ذ. الشايب: من بلقصيري ومن سائر المغرب، هناك مواهب، لا ينقص سوى أن تصقل، وأن يهتم بها، وتوجه التوجيه الحسن... عندما نقيم ورشات القصة القصيرة، نلمس أن للتلاميذ مواهب متعددة، ويجب الاهتمام والرقي بها، عكس ما نعتقده فالتلاميذ ما زالوا قادرين على الإبداع، وما تزال المدرسة المغربية تعطي مواهب وأطفالا في المستوى