أوقفت الشرطة الاسبانية نهاية الاسبوع الماضي شخصا كان قد قدم عرض عمل ببلدية "ويلبا" بمنطقة أندلوسيا لفائدة الراغبين في العمل بالمشرق العربي. وتشبه قضية ويلبا "فضيحة النجاة" المغربية التي راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثين ألف مواطن مغربي والتي مازالت تداعياتها تسبب إحراجا كبيرا لرئيس الحكومة المغربية الحالي زعيم حزب الاستقلال المحافظ والذي كان بطلها آنذاك حينما كان وزيرا للتشغيل. وقضية ويلبا كانت عواقبها ستكون مثل عواقب "فضيحة النجاة" لو لم تكن السلطات الاسبانية قد قامت بعملها حيث طلبت وزارة الخارجية الاسبانية معلومات عن هذا العرض في استفسار وجهته للسفارة الاماراتية التي نفت وجود أي شركة تمنح عروض عمل بإمارة دبي. كما أفادت، حسب وسائل الاعلام الاسبانية، أن العروض التي تمنحها هذه الشركة الوهمية في شخصها الذي قدم للمحاكمة نهاية الاسبوع الماضي، لا تنطبق مع الواقع بإمارة دبي. وكان الشخص الموقوف قد عرض على الراغبين في العمل في هذه الإمارة في قطاع البناء أجرة ست مائة يورو أجرة يوم عمل، وهو ما يعادل حوالي ستة آلاف ومائتي درهم مغربية. علاوة على المأكل والمشرب والإقامة التي تتكفل بها الشركة وتعويضات التنقل. وقد تقدم أكثر من ألفي مرشح للعرض، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها اسبانيا، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل اكثر من أربعة ملايين ونصف المليون عاطل، وهو ما يعادل نسبة أكثر من عشرين بالمائة من سكان اسبانيا البالغ عددهم حوالي ست وأربعين مليون نسمة. وقد أصيب هؤلاء بالخيبة بعدما انفضح أمر الشركة الوهمية التي لم تنطل لعبتها على السلطات الاسبانية كما وقع لنظيرتها المغربية في القضية المماثلة "قضية النجاة"، التي كوفئ بطلها بتعيينه رئيسا للحكومة. هذا وقد باشرت الشرطة القضائية الاسبانية تحقيقاتها في حيثيات القضية لتحديد المسؤوليات و الأشخاص الذين لهم علاقة بالشخص الموقوف، والتي قد تسفر عن مفاجآت أخرى قد تصل إلى اعتقال أشخاص آخرين.