بدأ العد العكسي لانطلاق موسم جني الفراولة في حقول ويلبا الأندلسية، التي تمتد إلى حوالي 6 آلاف و800 هكتار، جنوبإسبانيا، وتتطلب 80 ألفا من اليد العاملة. وخلافا لما حصل سنة 2005، عندما وصل إلى حقول ويلبا أكبر عدد من الأيدي العاملة من المهاجرين (34 ألفا)، يشارك في هذا الموسم ما يناهز 3 آلاف أجنبي فقط، جميعهن عاملات مغربيات، ما يعني 8 آلاف فرد أقل من السنة الماضية، إذ كانت سافرت إلى ويلبا 11 ألف مغربية. وأفاد رئيس لجنة الهجرة في بلدية ويلبا، خوان أنطونيو ميلان، أن هذه الأرقام قابلة للتغيير، إذ من المحتمل أن يلتحق بحقول ويلبا عدد أقل بكثير من العاملين، الذين شاركوا في عملية جني الفراولة للسنوات الماضية. ومن بين 80 ألف عامل زراعي، الذين تحتاجهم حقول ويلبا، خلال هذا الموسم، هناك حوالي 60 ألف من الذين سبق لهم أن عملوا في جني الفراولة، غير أن أرباب العمل في الشركات الفلاحية الأندلسية قلقون من مغادرة المواطنين الإسبان حقول ويلبا، قبل نهاية عملية الجني، التي تستمر إلى غاية يونيو، إذ أن الراتب اليومي (35 أورو) لا يكفيهم، ما يدفعهم إلى البحث عن فرص شغل في قطاعات أخرى، خاصة أن ظروف العمل في الحقول قاسية جدا. المعروف أن عدد العاملات، اللواتي يجري تعيينهن في المغرب، بات يفوق عدد العاملات المتحدرات من دول شرق أوروبا، خاصة رومانيا، إذ أصبح هؤلاء يشكلن، في السنوات الأخيرة، أول جنسية أجنبية في حقول ويلبا. وكانت الشركات الفلاحية الإسبانية تفضل التعامل مع المغربيات، نظرا لتجربتها "السلبية" مع الرجال في المغرب، معتمدة، كمعايير للانتقاء أن تكون المرشحات فلاحات، ومتعودات على قساوة العمل، كما تضع ضمن الشروط الأساسية للتعاقد معهن أن يكن متزوجات، ولديهن أطفال، حتى يتأكد المشغل من عودتهن إلى بلادهن، بعد انتهاء موسم جني الفراولة. وتتقاضى هؤلاء العاملات ما بين 800 و900 أورو في الشهر. وترعى عملية الانتقاء في المغرب الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، إذ سبق أن نظمت رحلات عمل إلى حقول ويلبا لفائدة مغربيات، تتراوح أعمارهن بين 30 و40 سنة، ينتمين إلى أقاليم مختلفة من المغرب، مثل تطوان، والناظور، وفاس، ومكناس، والمحمدية، والجديدة، ومراكش.