محمد جمال باروت هو كاتب ومفكر وباحث في الأصوليات الدينية والسياسية، أنه غزير الانتاج وعميقه ويبهرنا بصدقه وشجاعته وصراحته واستعداده للصراع دفاعاً عن مواقفه وطروحاته ومعتقداته صراعاً لا هوادة فيه ، وبدون مساومات. ومحمد جمال باروت مثقف شجاع عميق المعرفة وواسع الاطلاع ، يجمع بين الابداع والالتزام القومي والانساني ويبحث عن الحقيقة الثقافية والسياسية والثورية ، وهو عدو للثقافة السطحية القائمة على الضجيج الأعلامي والمظاهر الشكلية ، ويسعى الى تجذير وترسيخ رؤية فكرية تقدمية عقلانية متنورة ومتحررة في الحياة الثقافية والفكرية العربية المعاصرة. نشر محمد جمال باروت الكثير من الدراسات والمقالات والأبحاث العلمية والفكرية الهامة في المجلات والدوريات العربية ، ووضع كتباً نقدية وعلمية من منطلقات مادية ومن خلال رؤية فلسفية ، مستفيداً من ثقافته الماركسية الواسعة ومن الفكر التاريخي المادي . ومن كتبه: " حركة القوميين العرب" الذي يتناول تاريخ حركة القوميين العرب التي انطلقت من مبدأ الثأر القومي . وكذلك كتاب " يثرب الجديدة الحركات الأسلامية الراهنة" الذي ينتقد الجماعات الأصولية التكفيرية المنغلقة التي تخاف ضياء العقل ، وأصحاب العقول المظلمة المريعة ويدافع عن العلمانية ، ويوجه نقداً لاذعاً للعدوانية " العلمانوية" ويذهب الى القول : "ان خطاب الجماعات التكفيرية يشترك في الية " تكفير" الحاكم والمحكوم ، الدولة والمجتمع، تكفير الدولة على اساس جاهليته وفقدانه لمعنى الشهادتين ، من هنا لا يعود الاسلام في هذا الخطاب موجوداً ك " امة" او ك " مجتمع" بل كأفراد عليهم أن يشكلوا فيما بينهم " جماعة المسلمين". ويرى محمد جمال باروت أن " حركة القوميين العرب" التي قضت على نفسها ليست ضحية وهم الثأر القبلي الذي أخرج العرب من عصر الحداثة وجعلهم يتجلببون بجلباب الأصوليات القومية ، حين لا تكفيهم عباءة الأصوليين ، فيما العقل العلمي وتكوينه الحضاري الحديث خارج اللعبة كلها . محمد جمال باروت ينطلق في كل كتاباته من نظرة علمية جدلية يستضيء بها في رؤية الحياة والمجتمع والكون والانسان ، ونجده دائماً في موقف التصدي لكل الأضاليل البرجوازية والأصوليات الدينية السياسية. وفي النهاية يمكن القول ، أن محمد جمال باروت مجدد ومبدع معاً ، ومسلح بالوعي ويشارك في عملية التنوير والتوعية والأثارة ومعارك الحضارة الانسانية وخدمة قضايا التحرر والديمقراطية ، وتشهد على ذلك توجهاته وانجازاته الثقافية والعلمية والتاريخية النقدية.