نبذ و قمع و ضيق صدر و سهو داخلي نفسي معمق ، يعيشه البعض و لا يدري أين المفر منه ، اعرف العديد ممن يعانون من هذه الأمراض النفسية ، وهم في وضعية صعبة متأزمة من ظروف الحياة و المواقف التي يسايرونها كل يوم إلى اللاتفاهم الذي يطرأ على علاقاتهم الشخصية المؤثرة فيهم بشكل تلقائي ، تلك هي ملابسات مخاطر سيكولوجية للإنسان في زمننا الحالي ، يبحث فقط على من يفهمه و يساعده و يأخذ بيده ليصل به إلى رمز السعادة ، لكن هيهات اغلبهم لا يتقنون سلك الطريق السليم ، فالفتاة تريد السعادة بجانب الشاب الذي تحكي له سيرتها الذاتية و يمنحها قبلا كل يوم و يسمعها آخر أغاني و البومات الفاسق آنئذ تظن أنها دخلت التاريخ أو أنها صنعت مجدا و حققت انتصارا فيما هي مزقت الفضيلة و خانت العهد و سلكت طريق الشيطان ، و في الجانب المقابل نجد أخاها مع أخرى يعدها نفس الوعود التي قدمت لأخته التي لا يراها إلا مرة في اليوم لانشغالاتهما اليومية التي لا تنتهي و الوالدان في غياهب لا ندري ما اسمها كلما ذكر اسم أبنائهما وسط الجو العائلي إلا و يبعثون بالرضا و يوزعونه يمين يسار مؤكدين على سلوكية أبنائهم و لطافتهم و اجتهادهم و يا ليتك يا أماه رايتي ابنتك و ابنك أين وصلت به السفالة و اللااخلاقية المنبثقة من الشارع . تحاورها بكل لباقة و جمالية تعبير قائما بدور الأب أو الصديق الغيور على أصدقائه مرشدا إياها إلى الطريق المستقيم لكن تسمع ما لم يكن بالحسبان من سب و شتم و ما لا يستحق حتى ذكره لتكون أنت الناصح في دور المتحرش ، و لما تحاور الابن بدوره أول كلمة تنطقها تقابلك بحركات يدوية و نظرية توحي لك بالاشمئزاز منك و نصائحك اللامقبولة لذلك أصبح كل شئ عندنا بالمرفوض و اللامرغوب به ، آنست و شرفت يا قليل الأدب بعد اليوم في أي مجتمع تريد لأنك السيد و المحترم أما الداعي للحق سمي إرهابيا و انتهينا منه بالمرة . ولقد أصبحنا نسمع أشياء تجعلك في ضجر و غضب إذ لم يعد هناك من يعرف طريق النور و الهدى إلا من رحم ربي ، فشتان بين من يخاف على نفسه من عذاب اليم و شتان بين من يسهرالليالي ليبعث رسائل غرامية كاذبة خادعة وراءها فاحشة و من سيسمعني ؟؟ لعلي اكتب بنبره الم لكن لم اعد ما ادري ما آلت إليه حالتي بل عجزت حتى عن وصفها سطحيا و ليس حتى بدقة ، تظنون أن الصداقة بين الجنسين هي سر النجاح و تحفزون على المنكر و تنطقون بلسان الخونة و تسبحون في ظلمات القهر و العصيان و السماء لديكم صافية ضانين أنها الراحة ، بل ليست إلا إمتاعا لحبكم في الفاحشة وسيأتي يوم الندم و الكل على يقين بذلك رغما عن انفهم ، إن الإنسان لما يحس بضيق و لايدري ما يقدم و ما يؤخر يلتجئ لربه لأنه الآمر و الناهي ، و لان الله جل جلاله من سينقذ أي شخص إن طرأت له كارثة لقدر الله ، لكن نتغافل و لا نقبل الصراحة ، لقد تشابك كل شئ و تداخلت أمور عدة في أخرى و تغيرت الظاهرة بآفات . العديد من الناس يعانون و يتألمون و حالتهم في تغنيك عن أي تعليق، لكل طريقته في التعامل مع آلامه، و حتى لو أن احدهم فضل الوحدانية و الانطواء لن يجد حلا لنفسه. الحل الوحيد هو الفرار إلى الله عزوجل لا غير حتى ولو مر الزمان و تطورت التكنولوجيا و كثر مالك و ملكت كل شئ لن ثم لن تسعد و ترتاح إلا في الطريق المستقيم . فالراحة النفسية أساس العيش في هناء و صفاء .