أضحى تعلم لغة أجنبية بالمغرب صعب المنال كما أصبح التسجيل في الجامعة لدراسة واحدة من هذه اللغات هاجسا للطلبة الجدد. فقد عرفت السنوات الأخيرة إقبالا مكثفا لتعلم اللغات الأجنبية. ولا يسمح للطلبة الراغبين في الحصول على فرصة تعليم بالجامعة، إلا بعد توفر شروط صعبة تضعها إدارة المؤسسة الجامعية. وأمام الإقبال الكبير لتعلم اللغات الأجنبية الأكثر انتشارا، لجأت المؤسسات الجامعية المغربية، إلى وضع شروط للاستفادة من فرصة تعليم اللغات. ويقول محمد حسن، وهو مسؤول بقسم البرامج بجامعة محمد الخامس بالرباط، في حديث لدويتشه فيله، إن على الطالب الذي يريد دراسة لغة أجنبية أن يقدم وثيقة تثبت أنه " تعلم اللغة التي يرغب في متابعة الدراسة فيها في التعليم الثانوي ". كما تشترط الجامعات أن يكون الطالب قد حصل " على معدل جيد في اللغة التي درسها ، وأن يكون من سكان المدينة التي توجد فيها الجامعة "، التي يرغب في الالتحاق بها. ويرى الدكتور محمد القاسمي ، رئيس قسم أساتذة اللغة الألمانية بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط أن تزايد الإقبال على تعلم اللغات الأجنبية ، يعود بالدرجة الأولى إلى " فرص العمل الذي توفره اللغات الأجنبية بالمغرب ". ويضيف القاسمي ، في حوار مع دويتشه فيله ، بأن اللغات الأجنبية الأكثر انتشارا في المغرب هي " الإنجليزية والفرنسية ". ويعود السبب، برأيه، إلى أن اللغة الانجليزية تعتبر" لغة عالمية ، ولغة البحث بالنسبة إلى الباحثين في كندا ،واستراليا، والولايات المحتدة الأمريكية ". وبلغ عدد الدارسين بالإنجليزية هده السنة ، بحسب إحصائيات لجامعة محمد الخامس بالرباط ، حوالي 900 طالب وبالفرنسية حوالي 850 طالب. وقد احتلت الإسبانية المركز الثالث إذ وصل عدد طلبتها إلى 200 طالب ، بينما لم يتعد عدد دارسي الألمانية ثمانين طالبا والإيطالية أربعين طالبا . ويرى بعض أساتذة اللغة الألمانية بالمغرب، أن درجة الإقبال على هذه اللغة يبقى محدودا. إذ يقول الدكتور القاسمي ، الذي سبق أن درس بكل من جامعتي محمد الخامس بالرباط والحسن الثاني بالدار البيضاء ، أن السبب الأساسي في تراجع الإقبال على اللغة الألمانية يرجع إلى " الشروط القاسية التي أصبحت تعتمدها السفارة الألمانية بالرباط للراغبين في استكمال دراستهم بألمانيا ". ويضيف القاسمي أن ضعف المنح التي تخصصها ألمانيا ، وعدم وجود أساتذة بالقدر الكافي في التدريس يساهم في تراجع الاهتمام باللغة الألمانية . أما هشام، الطالب بشعبة الأدب الألماني بالرباط ، فيكشف بأن شعبته تعاني من نقص في الأساتذة؛ إذ لا يتعدى عدد هؤلاء الستة بجامعة محمد الخامس بالرباط. ويضيف هشام أن الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي DAAD ، تعوض نوعا ما " النقص في عدد أساتذة الألمانية بالمغرب ". كما يوضح القاسمي بأن من أسباب تراجع الألمانية أيضا، توجه أساتذتها للاشتغال في المدارس الخصوصية. فهذه المدارس تقدم برأيه " مكافآت مالية أكبر مما تقدمه الدولة لأساتذة اللغة الألمانية بالجامعات ". ويرى المتخصصون في هذا المجال بأن فرص العمل، التي تنتظر خريجي اللغة الألمانية من الجامعات المغربية، محدودة جدا. ويقول الدكتور القاسمي، إن أفضل ما يمكن أن يصل إليه الحاصل على شهادة في اللغة الألمانية وظيفة " مدرس للغة الألمانية في المدارس الإعدادية والثانوية "، أو العمل ك " مرشد سياحي بالمدن السياحية " . ويقول طارق قساوي ، الطالب بمدرسة تكوين الأساتذة في الرباط، في حوار مع دويتشه فيله، إنه سيدرس اللغة الألمانية في مدينة مراكش بعد أن يتخرج في يونيو المقبل. وأن هدفه من وراء دراسة الألمانية هو أن يعمل مدرسا أو في قطاع السياحة بمدينة مراكش التي ينحدر منها. وحسب رئيس قسم أساتذة اللغة الألمانية بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط محمد القاسمي فإنه يتم توظيف ما بين" 20 و30 مدرسا للغة الألمانية كل سنة". ومن المقرر أن يتخرج في شهر يونيو القادم حوالي 10 مدرسين في التعليم الثانوي، و20 مدرسا في التعليم الإعدادي. المصدر : دويتشه فيله