غادر المكان وبقي المقعد الخشبي فارغا وبقيت النوارس تنتظره ليجلب لها الفتات والحكايات (مدن لا تغطيها سماء، تعيش في محيطات الخوف بلا أزهار ، تبحث عن رجال يتناسلون ، للشتاءات فيها مساءات معجونة برائحة الزنجبيل ، أبطالها أعقاب سجائر وكؤوس فارغة إلا من الزبد ، وأمواج من الناس بعد حفلة صاخبة في ليل مدينة عجوز يتحولون بإرادتهم الى نفايات لا قداسة لها سوى انها تتلاقح في المحرقة مع أمان كانت يوما أماني ، هبت عليها عاصفة هوجاء أضفت عليها كسل الملاجئ وصمت المقابر) الرجال حولي يترنحون من ثقل السكر، يهمسون صراخا فلا يفهم بعضهم بعضا لا حلاوة في زفيرهم المسافر مع الريح صوب المخادع المليئة بالقش الناعم يمشون حفاة على زجاج ملون يترك الأشياء بلا ظلال ، ويهربون من الزحام الى الزحام العيون عوالم فيها شموس باهتة الشعاع، تتصلب على أعمدة الطرقات بانتظار القادمين وثمة نجوم تبتعد نحو عوالم الصمت. نرتدي بعضنا، ننهك قوانا في الحقول بحثا عن كاهن يطربنا بنبوءات جديدة يغلب عليها اللون الأخضر هذه الصحراء تستطيل، وتحت رمالها مدن تنام طوال العام ، وينابيع تمتنع عن التفجر طعنا بالقوافل المرهقة ، كل يصلي على طريقته، والوديان تنظر بشزر لضياع القطعان هدرا قبل موسم المطر مدن ضائعة تبحث عن حميمية العشيرة ، غادرت الطحالب أنهارها العائدة الى المنابع كسيرة الشوارع تزهو ببقاياهم وآثار أقدامهم البريئة، وهناك دائما من يجلس على أريكة في غرفة زجاجية ينظر منها، وهو ينفث دخان سيجاره الغليظ ويضحك مثل بركان مجنون الليل صار يلفظ صورا لم يألفها الحراس، وتبدأ النزوات تثير الصخب عند منعطفات الشفاه تقول لقد انهارت علاقة المرأة بالرجل، وانهارت علاقة الرجل بالمرأة، ويفرز صورا غريبة كالعرق نحو السماء ارتفعت الأعناق ، ساعات قليلة بقيت كي تصل الأقدام الى المنصة وتنشر الوكالات حقيقة الخبر ، كل شئ يستيقظ فجأة 2 وتذوبين وأذوب ، ونتحول الى تمثال مصهور رافقي النهر في رحلة العودة نحو مظان اليأس دعيني وحدي، أطرز حول الشجن حكايات [email protected]