وجهت المعارضة السنغالية انتقادات شديدة حول تكلفة النصب التذكاري الذي تم تدشينه نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة السنغالية دكار، في إطار احتفالاتها بالذكرى الخمسينية لاستقلالها. وأثار "معلمة النهضة الإفريقية"، النصب التذكاري الذي أراد به عبد الله واد منافسة برج إيفل وتمثال الحرية بنيويورك، العديد من التساؤلات لدى الشارع والمعارضة السنغالية، حول تكلفته، فحسب مصادر رسمية سنغالية وصلت تكلفة هذا "الرمز الإفريقي" الذي يبلغ طوله 52 متر ويزن 222 ألف طن، 15 مليون أورو (حوالي16 مليار 500 مليون سنتيم) وتطلب انجازه ملايين ساعات العمل. والمثير أن الرئيس عبد الله واد حصد ثلث قيمة هذا المبلغ، باعتباره صاحب فكرة المشروع، ووجب الاستفادة من حقوقه الفكرية، كما طالب الرئيس واد بثلث العائدات السياحية التي سيدرها المشروع. النصب التذكاري المصنوع من البرونز شيد في احتفال ضخم حضره عدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات العالمية، فوق هضبة بركانية مطلة على العاصمة دكار، وقد صمّم التمثال المهندس المعماري السينغالي بيير غوديابي اتيبا، وسهر على تنفيذه صناع سنغاليون وفريق من العمال المؤهلين من مختلف البلدان الإفريقية ومن العالم خصوصا كوريا الشمالية، كما وجهت نحوه مجموعة من الانتقادات منها أنه بعيد كل البعد عن النحت الإفريقي التقليدي، وأقرب ما يكون منه إلى الفن السوفياتي أيام الحرب الباردة. أما الإسلاميون، فقد رأوا من جهتهم أن التمثال يكرس منطق تبذير للمال العام ناهيك عن شكله الذي يصور عملاقا يخرج من بركان وهو يرفع وليدا عاليا بيده اليسرى ويتوجه ببصره نحو الغرب أي المحيط الأطلسي، وإلى الخلف منه امرأة يغطيها لباس رأوا فيه أنه غير محتشم، في حين انتقد إمام المسجد المركزي في دكار ما سماه تمثال العار، وطلب من المسلمين في السنغال أن يدعوا الله تعالى أن يحفظهم من "العقاب الذي قد يجلبه تمثال العار".