( إلى الصديق الأديب محسن العوني : ظلا لشجرته الباسقة ) أزمة سكن القاضي : سيُطلق سراحك الان لعدم ثبوت الأدلة .. المتهم : أرجوك سيدي .. أين أنام الليلة ؟ لقد انتصف الليل ولا أحدَ في الشارع لأرتكب جرما .. ** لو يدرك " بعضنا " يجلس أمام حاسوبه محدّقا بعدد قراءات بقية النصوص ... وكطفل يتوهم نفسه أضحى " الرجل الطائر " لمجرد أنه جعل دشداشته جناحا : ينقر على " نصه " ليضاعف عدد القراءات.. جاهلا ً أن كثرة حضور حفلات " هيفاء وهبي " التي تغني في ملعب كرة قدم لا يعني أنها أفضل من " فيروز " التي ترتل في صالة صغيرة . ** غرور حلمه أن يكون أعلى الناس جميعا .. صنع ساقين طويلتين من خشب البلوط .. سار متبخترا وهو يرى الجميع لا يصلون ركبتيه .. فجأة : تعثّرتْ قدمه بحصاة صغيرة ، فسقط على وجهه .. تأوّه لأجله بضعة أنفار ، أمّا الأطفال فكانت نوافير القهقهات تنطلق من أفواههم . ** نرجسي عقود وهو يبحث عن مصباح علاء السحري ... حين عثر عليه فركه فخرج المارد قائلا : (( شبّيك لبيك .. عبدك بين يديك .. أطلب ماشئت فأجلبه إليك )) .. قال: أريدك أن تجعلني أهمّ شخص.. يحتاجني الصالح والطالح .. الإمبراطور والصعلوك .. الأميرة والخادمة ... والغني والفقير .. فكّر المارد قليلا ... ثم : جعله مرحاضا !! ** مناضل في اعتقاله الأول : أخذوا له صورتين أمامية وجانبية ... ثم أطلقوا سراحه فخرج يتلفّت .. في اعتقاله الثاني : صادروا أسنانه .. ثم أطلقوا سراحه فخرج ويده مطبقة على فمه .. في اعتقاله الثالث : أمضى بضعة أيام .. ثم أطلقوا سراحه فخرج على عكّازين .. في اعتقاله الأخير : صادروا روحه ثم أطلقوا سراحه فخرج محمولا في تابوت .. ** داء البشر أنا :سعال جاري يشبه النباح أحيانا .. هو : هذا أمرٌ بسيط .. لعله مصاب بداء الكَلَب .. إنصحه بمراجعة عيادة بيطرية .. أنا : أنظر ... أرى كلبا يأكل جروا ً .. هو : هذا أمرٌ خطير .. إنه مصاب بداء البشر .. فلنأخذه إلى عيادة طبّ ٍ بشريّ .. ** سبب المعضلة الحاضر : هل الأمهات العراقيات عاقرات ؟ مرت عقود ولم ينجبن قائدا ً أبيض اليد والقلب والضمير كعبد الكريم قاسم ! الماضي : لسن عاقرات ... لكن رجالكم مصابون بالعِنّة .. ** واقع قلت له : أرى رجلا يتدلى من السقف كالوطواط .. أجابني : لعله يريد رؤية الأشياء على حقيقتها .. فالعالم يمشي بالمقلوب . ** المحقق تعارفنا في تظاهرة .. رفعني على كتفيه لأقرأ قصيدة عن الحرية .. وإذ انفضّت التظاهرة ، هربنا معا تحت جنح الظلام ... بعد شهر ، كان يحقق معي في أمن البلدة .. لم أستطع الإنكار ، فهو الذي رفعني على كتفيه كي يلتقط لي صاحبه صورة تذكارية وأنا أقرأ قصيدتي عن الحرية في وطني المحكوم بالسبي .. ** تبرير حين فتحت عينيّ أول مرة ، هرب من ضفة النهر بستانان أخضران واستلقيا في مقلتيّ ... لذا أسقيهما كلّ يوم دموعي كي لا تذبل أشجارهما كوجوه أطفال بلادي . **