عقدت ثانوية النخيل الإعدادية بتغجيجت مجلسا تأديبيا تم من خلاله تدارس موضوع الاحتجاجات التلاميذية التي انطلقت شرارتها مطلع الأسبوع الجاري . وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق الغيابات المتكررة للأطر العاملة بالمؤسسة ، بالإضافة إلى تدهور الفضاء الدراسي العام فيما يخص نظافة مرافق المؤسسة وإهمال نوافذ الأقسام وعدم تجديد الوسائل المادية الضامنة لنجاح العملية التعليمية التعلمية . وقبل انعقاد المجلس ، وجهت إدارة الثانوية الإعدادية أزيد من أربعة عشر استدعاء لذوي التلاميذ قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية لعدم تكرار تلك الاحتجاجات . وقرر المجلس بعد مناقشة مستفيضة للحالات الأربعة عشر المزعجة ، قرر المجلس : • طرد أربعة تلاميذ نهائيا من ولوج المؤسسة ، وهم : أحمد بابا ، ياسين الطالبي ، إبراهيم إدبوجا ، الحسن أجغاوي ، ومعاقبتهم باستبدال المؤسسة عبر الانتقال إلى الإعداديات التي تقع خارج المجال الجغرافي التابع لتغجيجت . • إجبار عشر تلاميذ آخرين على إمضاء التزام نهائي يخيرهم بين الانصياع التام لقرارات المؤسسة أو اتخاذ إجراءات عقابية حال خرق تلك القرارات . وبعد التلاوة النهائية لنص قرار المجلس طرد التلاميذ الأربعة ، استقبلت عائلاتهم القرار باستياء واستنكار شديدين . واعتبروا ذلك ظلما عيانيا ضد تلاميذ لا ذنب لهم سوى مطالبة إدارة المؤسسة بإصلاح المرافق العامة ، وتوقف الأطر عن الغيابات المتكررة والتي تجاوزت كل حدود المسؤولية التربوية والأخلاقية المتعارف عليها ضمن المهن التعليمية . ومن جانب التلاميذ ، تحدى التلميذ ياسين الطالبي القرار ، وقرر ولوج الفصل الذي يدرس به ، إلا أنه اصطدم بإصرار الجهاز الإداري على طرده من على حرم المؤسسة . ولحد كتابة هذه السطور رفض التلميذ الطالبي قرار الانتقال القسري ، وقال بأن انتقاله يعني الانقطاع النهائي عن الدراسة لأن ظروفه المادية لا تسمح له بالدراسة خارج تغجيجت . ونظرا لعامل البعد الذي سيضع التلاميذ المنقلين قسريا أمام مشاكل مادية ومجالية ستحول دون المتابعة لسيرهم الدراسي ، قالت عائلات هؤلاء التلاميذ إن هذا القرار سيؤثر سلبا على مستقبل أبناءهم ، وذلك بسبب عدم قدرتهم على توفير مصاريف النقل والسكن والغذاء لأبناءهم خارج تغجيجت ، وكذلك خوفا عليهم من الانحراف خاصة وأن تلاميذ الإعداديات يتوقون إلى التحرر من سلطة الآباء في هذا السن مع ما يصاحب ذلك من انعكاسات سلبية على تحصيلهم الدراسي . أغلب المتتبعين لتطورات ملف الاحتجاجات التلاميذية بتغجيجت يرون القرار إعداما لحق هؤلاء التلاميذ في متابعة دراستهم . لأن ظروف متابعة الدراسة خارج تغجيجت أقسى بكثير من ظروف متابعتها في حضن البيت العائلي .