من الأمور التي تستفزني كمواطن مغربي أيما استفزاز ومن المؤكد أنها تستفز أغلب المغاربة،هي تلك التي يصر المخزن بكثير من التقليدانية الكاريكاتيرية على الثشبت بها ومحاكاتها حرفيا،وأخطر محاكاة لهذه التقليدانية تتجلى بوضوح سافر في نوع البروتوكول الذي يتم العمل به غداة أي نشاط يقوم به ولي العهد الطفل-حسن-بروتوكول ثقيل على القلب ومغرق في الماضوية،لكن حينما يتم تطبيقه حرفيا على طفل يبلغ بالكاد 7سنوات،آنذاك علينا تحمل العواقب النفسية كشعب من قبل ولي العهد كما حدث للمغاربة مع المرحوم الحسن الثاني الذي أثرث بشكل أو بآخر ترسبات طفولته ومراهقته ومعاملة والده له،على طريقة حكمه للبلاد والعباد،وحينما يعترف ملك مثل الحسن الثاني في كتابه-ذاكرة ملك-قائلا:عشت طوال سني الطفولة والمراهقة في جو يشبه جو المحكمة-فإن الأمر يستحق الوقوف عنده..إن مرحلة الطفولة مرحلة جد حساسة..إنها مثل عجينة يسهل التحكم بتشكيلها كيفما اتفق،وكل خطأ مهما كان تافها إلا وعلينا انتظار الإجابة عليه في مرحلة البلوغ،إن مشهدا غرائبيا من قبيل زيارة ولي العهد لمعرض الفلاحة أو معرض الكتاب بالدار البيضاء شيء يستحق التنبيه بل والإحتجاج بأعلى صوت..طفل في 7 من عمره يتم التعامل معه وبشكل مستفز -كديكتاتور صغير-جيش من المتملقين بلغوا من الكبر عتيا وغزا الشيب رؤوسهم ومع ذلك تجد-الشلاهبية-ينحنون بخنوع وإذلال لطفل لايعي مامعنى -الأبعاد العلوية الشريفة-للإنحناء والركوع لشخصه،ولا يعلم مامعنى أن تقوم القيامة و-الكيرا-كلما تواجد بين هؤلاء القوم..إن الأمر جدي ويتطلب إعادة النظر خصوصا لدى حراس الإستبداد الجديد ومعتنقي دين-التغيير في إطار الإستمرارية-رغم أن هؤلاء ماعندهم حْتا دين..ماكاين لا تغيير ولاعبو الريح..إننا نحيط هذه الجماعة علما أن الطفل في الأصل هو طفل سواء كان ابن ملك أو إبن شحاذ،لكن حينما يتم-نقش-الإيديولوجية المخزنية على تصرفاته وطبعها بهذا الطابع وبهذه التابوجاديت،فإن في ذلك ظلم كبير لهذا الطفل وبراءته،إن ولي العهد يبدو وكأن هناك من يداوم على تعليمه مشية أبيه وحركات أبيه ومستملحات أبيه.. وهذا فيه كثير كلام،فالمغاربة رغم أنهم خرجوا بالملايين في جنازة الراحل الحسن الثاني فإنهم لايتخيلون حتى التخيل تكرار تجربته في الحكم أبدا..وأيضا اليوم نحن الأجيال التي تعاصر محمد السادس.. فمع هذا الخذلان الكبير الذي خذلنا فيه ملك المغرب، لا نتخيل ولا يتخيل أبناؤنا أن يخرج لهم نموذج مصغر -مَن الجَنبْ-للحاكم الحالي..إسمه بعد عمر طويل الحسن الثالث..إن الفيزياء وقوانين الطبيعة تصر على التطور والتقدم إلى الأمام،ومصارعة الطبيعة بهذا الأصرار الدونكيشوطي المخزني لا طائل من ورائه..إن الذي يعز علينا هو براءة الطفل وارتداداته النفسية والسلوكية والذهنية والتي بكل تأكيد ستمس الشعب،والشعب من حقه الدستوري أن ينبه الغافلين إلى مخاطر شحن طفل في 7 من العمر بشحنات قوية وأكبر مما يستوعبه جسد وعقل طفل في مرحلة الطفولة..إن هذا التعامل العمدي والتحريض المخزني على -طبع-صورة-ديكتاتور-على طفل أمر بالغ الخطورة في القرن 21 وفي ظل الخطابات الرنانة عن الحداثة والعهد الجديد والجهوية الموسعة وبقية الدياسك المفروشة التي يتغنى بها-مطربو النظام..والبراحا ديالو-إن الحسن الثاني عانى الأمرين كطفل ومراهق مع والد المرحوم محمد الخامس ونفس الشيء تكرر مع الملك الحالي محمد السادس مع والده الحسن الثاني وهو لا ينكر ذلك ومعروف لدى الخاص والعام،إن المغاربة اليوم يريدون ولي عهد متوازن نفسيا وخال من العقد النفسية،في انتظار تعاقد سياسي مكتوب واضح وديمقراطي..فإن نفسية من سيحكمنا مستقبلا تهمنا،لأن الأمر يتعلق بشعب.خذوا مثلا ملايين الأطفال المغاربة..هؤلاء الأطفال الذين يشاهدون طفلا في سنهم له صفة-ولي العهد-يعامل كسلطان في القرن 17..من الطبيعي جدا أن هؤلاء الأطفال المغاربة الذين قال لنا آباؤنا أنهم-ملايكة-سيتساءلون عن سبب كل هذا الهيلمان المخزني وهذه القيامة التي تقوم كلما حل هذا الطفل..الأطفال المغاربة اليوم سيشعرون بالدونية وبالإحتقار رغم أن الأمر في العمق هو في صالحهم ومن الأفضل لهم أنهم لا يصادفون طابورا من المرتزقة المخزنيين يركعون لهم كل صباح..إن الخطر الحقيقي الذي نعنيه اليوم هو تلك الصورة النمطية والكاريكاتيرية لبروطوكول بدائي يضع-ولي العهد-في صورة ملك صغير الحجم يثير الضحك والأسف وربما حتى البكاء..بكاء على هذه البلاد وعلى هذا الشعب الأبي الذي يُتعامل معه بكثير من الإحتقار والإستبلاد..وبكاء أيضا من شكل الحكم وآفاقه المستقبلية كما يتصوره سدنة الإستبداد في هذه البلاد..الحاصول كالو سيادنا اللوالا..وْريهْ وْريهْ.. ولا عْما سير وْخليه..