استفزت تصريحات الباحث الكندي باتريس برودر أغلب قيادات المجالس العلمية وقيادات الحركة الإسلامية المغربية، على هامش إدلائه بتصريحات اعتبرت مستفزة من قبل هذه "النخب" الإسلامية، من قبيل إشارته إلى أن "بعض الآيات القرآنية لم تعد صالحة اليوم"، وأن "القرآن يكرس دونية المرأة وعدم مساواتها بالرجل، داعيا إلى ما وصفه ب"مراجعة القوامة لأنها ضد المساواة". وهكذا أكد مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى والمرشح الأبرز لخلافة أحمس يسف على رئاسة المجلس العلمي الأعلى، أن "الطعن في القرآن هو بالتأكيد منتظر من غير المسلم، لكن غير المنتظر هو الترويج له من قبل جهات مسلمة"، في إحالة إلى الدعوة التي وجهت إلى الباحث الكندي من طرف الرابطة الديمقراطية لنساء المغرب، والتي استضافت الباحث لإلقاء ندوة يوم الجمعة مارس، حيث سيدلي بتلك التصريحات النارية. وأضاف بنحمزة في تصريحات لجريدة التجديد في عدد الثلاثاء 9 مارس الجاري، والتي تعتبر المنبر الإعلامي الأكثر ترويجا لأطروحات المجالس العلمية، أن "كل المفاجآت التي صنعها العالم الإسلامي اليومي يعود الفضل فيها إلى القرآن، من قبيل الحفاظ على التماسك الأسري والتماسك الأخلاقي". أما مولاي عمر بنحماد، أستاذ الدراسات الإسلامية، لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، والقيادي في حركة التوحيد والإصلاح، فأكد بدوره للتجديد أن ما "صرح به الباحث الكندي يعد جرأة وتجاوز لكل الخطوط الحمراء، كاتهام القرآن الكريم بأنه يقلل من شأن المرأة". من جهته، اعتبر الفقيه عبد الباري الزمزمي، "أشهر" فقهاء الحقل الديني المغربي، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية لفقه النوازل أن تصريحات الباحث الكندي "تعبر عن رأيه الشخصي ولا تلزم المسلمين"، وأنه لا يمتلك أسرار اللغة الغربية ولا العلوم الشرعية التي تمكنه من الخوض في مثل هذا النوع من المواضيع الحساسة بالنسبة للمسلمين"، حسب ما جاء في تصريح أدلى به لصحفية الجريدة الأولى، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 9 مارس الجاري. ولم يكن لهذه الضجة الفقهية أن تندلع لو لم تنشر صحيفة "الجريدة الأولى" ومقرها الدارالبيضاء، متابعة إعلامية لندوة الرابطة الديمقراطية لنساء المغرب، يوم الاثنين 8 مارس الجاري، وقد تضمنت هذه التغطية تصريحات الباحث الكندي، ومعروف عن إعلام حركة التوحيد والإصلاح تلقف مثل هذه التصريحات من أجل "إثبات الحضور" مجددا، كما جرى مع العديد من الحالات.