استعرض سفير المغرب بجمهورية الدومنيكان، السيد إبراهيم الحسين موسى، أمس الإثنين، بالعاصمة سان دومينغو التجربة المغربية في مجال النهوض بدور المرأة . وأكد السفير المغربي في محاضرة ألقاها في موضوع "الإسلام، دين سلام وتسامح" أن النهوض بدور المرأة في المجتمع المغربي، الذي ترسخ بأحرف من ذهب ضمن مدونة الأسرة، يعد "نموذجا يحتدى به في العالم العربي-الإسلامي". وسجل المحاضر أنه "للوهلة الاولى ،فان استحضار صورة المرأة في المجتمعات الإسلامية يحيطها الغموض والغضب والعجز والرأفة في بعض الأحيان، ولكن أيضا الاحترام والتقدير". واعتمد السيد موسى في تحليله مقاربة ديداكتيكية من أجل تغيير هذه الصورة الدنيوية "التي لا تعكس الواقع وتروج لأحكام جاهزة" . واستهل عرضه بابراز مختلف أوجه المرأة المغربية التي هي في" آن واحد امرأة "افريقية ومتوسطية وعربية وبربرية ومسلمة"، والتي تعيش في ظل مجتمع تتعايش فيه تقاليد عريقة في انسجام مع الحداثة بكل جماليتها التيكنولوجية والأدبية والعلمية والسياسية والاجتماعية. وقد أفضى هذا التطور الطبيعي للمجتمع المغربي في 2004 إلى إصدار مدونة جديدة للأسرة تأسس للعلاقات الأسرية وتحمي جميع أفراد هذه الخلية الأساسية للمجتمع. كما جعلت التعديلات ،التي تم إدخالها على مدونة الأسرة السابقة في احترام تام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب، من هذا النص الجديد "واحدا من أكثرها تقدما بالعالم العربي والإسلامي". واستعرض السيد موسى جميع مستجدات المدونة الجديدة المتعلقة على الخصوص بالمسؤولية المتقاسمة داخل الأسرة والوصاية وحضانة الأطفال وسن الزواج وتعدد الزوجات والطلاق. واعتبر أن هذه التغييرات الضرورية التي تم إصدارها في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضعت المغرب في مصاف دول العالم العربي الإسلامي في مجال حماية المرأة والنهوض بدورها داخل المجتمع . وقدم السفير المغربي في محاضرته لمحة عن القيم الكونية للإسلام المرتبطة على الخصوص بالحب واحترام الآخر والعدالة الاجتماعية والتسامح. وأشار من جهة أخرى، إلى أن المملكة تبقى يقظة وملتزمة في المعركة التي يخوضها المنتظم الدولي ضد جميع أشكال الإرهاب في أفق اجتثاث جذور هذه الآفة عبر النهوض بالديموقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الفقر. وأضاف السيد موسى أن المغرب "يبقى منخرطا ضد رسائل الكراهية والتعصب اللذان يقودان إلى تسييس الرسالة الدينية ومن تم التعصب للجنس البشري". وقد نشط هذه المحاضرة سفير الدومينكان بالمغرب بطلب من رئيس حكومة الدومنيكان ليونيل فيرنانديز، الذي يترأس أيضا المؤسسة العالمية للديموقراطية والتنمية(فانغلود). وعلاوة على الرئيس فيرنانديز فقد تابع هذه المحاضرة أعضاء من الحكومة والبرلمان في جمهورية الدومنيكان والهيأة الديبلوماسية المعتمدة بسان دومينغو. وتعد هذه المحاضرة الثانية من نوعها التي تبرمجها هذه المؤسسة بعد تلك الذي نشطها سفير فلسطين حول النزاع العربي-الإسرائيلي. وتعتبر (فانغلود) فضاءا للنقاشات ومركزا للبحث الأكاديمي بامتياز ،يعنى باستكشاف أفضل الخيارات السياسية العمومية وتعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان بجمهورية الدومنيكان.