إعداد القسم الثقافي- الرباط 2-12-2009- تتميز الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش ، التي ستنطلق بعد غد الجمعة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كسابقاتها، بارتيادها لآفاق سينمائية رحبة من شأنها أن تمكن الجمهور المغربي والعالمي، الذي سيحضر الدورة من الاستمتاع بأعمال سينمائية راقية. ففضلا عن المسابقة الرسمية، التي يتنافس فيها 15 شريطا، ستكرم هذه الدورة السينما الكورية، وسينمائيين ذوي صيت عالمي، كما تبقى وفية لتجربة إدماج صيغة (الوصف السمعي) لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، الخاصية التي يتميز بها المهرجان عن باقي التظاهرات السينمائية العربية والافريقية.
وهكذا سيتنافس 15 شريطا سينمائيا يمثل 15 بلدا مختلفا، منها ثمانية تشكل الأعمال الأولى لمخرجيها، خلال هذه الدورة التي ستستمر إلى 12 دجنبر المقبل.
وستكرم الدورة كوريا، البلد الأسيوي الذي سجل حضوره بقوة في المشهد السينمائي بعد تكريم كل من المغرب (2004)، وإسبانيا (2005)، وإيطاليا (2006)، ومصر (2007)، وبريطانيا (2008).
وتتسم السينما الكورية، التي يعود تاريخها إلى مائة سنة، بدينامية كبيرة وذلك بفضل نسيجها الصناعي القوي. كما أن حرب كوريا أدت الى بروز سينما وطنية قوية حيث تم، ابتداء من سنة 1962، وضع نظام الكوطا والذي بمقتضاه أصبح كل مخرج مطالب بإنتاج عدد معين من الأفلام إذا رغب في استيراد أفلام أجنبية.
وفي سنة 1993، أصبحت كل قاعة سينمائية، مطالبة بعرض أفلام كورية خلال 146 يوما على الأقل في السنة.
ولازالت السينما الكورية تحتفظ بقوتها سواء على الصعيد الفني والاقتصادي وهي تمثل محركا على صعيد القارة الأسيوية.
وتشهد السينما الكورية تجددا في الكتاب والأصناف والمخرجين الذين أصبحوا يتوفرون على شهرة عالمية أمثال إيم كوون تايك، وبارك شان ووك، وكيم كي دوك، وكيم جي وون، وبونغ جون هو، وإيم سانغ سو، وهونغ سانغ سو، ولي شانغ دونغ.
من جانب آخر ستحظى أسماء سينمائية بارزة بالتكريم في المهرجان هذه السنة، ويتعلق الأمر بكل من المغربي سعيد التغماوي، وإمير كوستوريكا، والسير بين كينغسلي، وكريستوفر والكن.
وستكون السينما التايلاندية التي شهدت ازدهارا فنيا خلال ال` 15 سنة الأخيرة، حاضرة في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش ، إذ ستكون موضع احتفاء يوم عاشر دجنبر بحضور وفد من أبرز المخرجين التايلانديين، كما سيتم عرض باقة مختارة من الإنتاجات السينمائية لهذا البلد..
وقد حققت السينما التايلاندية خاصة مع المؤلفين الشباب نونزي نيميبوتر، وبن إك راتاناروانغ، وويسيت ساساناتينغ، وأكسيد بانغ، والمخرجين المرموقين كشاتيشاليرم يوكول، طفرة كبيرة، بالإضافة إلى بروز مواهب جديدة من شاكلة أبيتشابونغ ويراسيتاكول، وسونغس سوغماكانان، وتاناكورن بونغسوان، الذين أضحت لهم شهرة عالمية ساهم في التعريف بهذه السينما في الخارج.
يشار إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية هي الثمانية أعمال الأولى لمخرجيها: "هليوبوليس" للمخرج أحمد عبد الله السيد (مصر)، و"ليوز روم" ( غرفة ليو) لإنريك بوشيشيو (أوروغواي)، و"لوف أند راج" (الحب والغضب)، لمورتين جييس (الدانمارك)، و"ماي دوتير" (ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا)، و"نورتليس " لريغوبيرتو بيريزكانو (المكسيك)، و"نوتينغ بيرسونال" (لا شيء شخصي) لأرسزولا انتونياك (هولندا)، و"كان سول تيان إي لي أوتغ سويفغون" (يصمد وللاحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا)، و"ترو نون" لنوسير سعيدوف (طاجيكستان).
كما تتنافس في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش أفلام "آ يام لوف" (أنا الحب) للوكا غوادغنينو (إيطاليا)، و"لي بارون" (البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا)، و"سامبول" لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان)، و"طوكيو تاكسي" لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية)، "وذو كود هيرت" لكاري داكور (الولاياتالمتحدة)، و"الرجل الذي باع العالم" للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب)، و"وومن ويداوت بيانو" (امرأة بدونت بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا).
ويذكر أن المخرج الإيراني عباس كياروستامي الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان "كان" لسنة 1997، سيرأس لجنة تحكيم دورة هذه السنة، إلى جانب مجموعة من الأسماء المرموقة في عالم الفن السابع.
وستمنح لجنة التحكيم في حفل اختتام فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، "النجمة الذهبية" (الجائزة الكبرى)، و"جائزة لجنة التحكيم"، و"جائزة أفضل دور نسائي"، و"جائزة أفضل دور رجالي".
ومن جهة أخرى، تتضمن الدورة التاسعة برنامجا غنيا لفائدة المكفوفين بعرض أشرطة استعملت فيها تقنية "الوصف السمعي"، وكذا إجراء عمليات جراحية لإزالة الرمد الحبيبي، وتنظيم نقاشات ومعرض.
ويعد فيلم "البحث عن زوج امرأتي"، لمخرجه عبد الرحمان التازي، أول شريط يتم تقديمه من خلال تقنية الوصف السمعي. ومنح المخرج التازي حقوق الفيلم بشكل مجاني لفائدة مؤسسة المهرجان، بهدف إدخال تقنية الوصف السمعي عليها، بالعامية المغربية لفائدة عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر المغاربة.
وتمت كتابة النصوص المقروءة بمقر مؤسسة المهرجان كما وفرت القناة الثانية (دوزيم) الشريك الرسمي للمهرجان، من جهتها، وسائلها التقنية بهدف إنجاح أول فيلم مغربي تستعمل فيه هذه التقنية. وقام بقراءة هذه العمليات الوصفية كل من المقدمين الاذاعيين أمينة مجلال ومحمد عمورة.
فبمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبشراكة مع مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومؤسسة الحسن الثاني لطب وجراحة العيون، ووزارة الصحة، سيتم إجراء عمليات جراحية بالمجان لفائدة 250 مصابا بالرمد الحبيبي قادمين من كافة مناطق جهة مراكش تانسيفت الحوز وذلك بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن طفيل أيام 7 و8 و9 و10 دجنبر القادم.
وسيدعى أولى المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية لحضور عرض للفيلم المغربي "البحث عن زوج امرأتي" لمحمد عبد الرحمن التازي، الذي استعملت فيه تقنية الوصفي السمعي.